ونراه يتحدث عن البدو وأحوالهم بدقة ومعرفة وسعة اطلاع لا تتأتى إلا لرجل عاش معهم ردحا من الزمن.
المخطوطة
قد خلط الذين ترجموا للصائغ بين مذكراته التي نقوم بنشرها اليوم ومؤلفه الآخر الموسوم «بكتاب المقترب في حوادث الحضر والعرب». ويوجد من هذا الكتاب عدة نسخ ، الواحدة منها في باريس ، تحت رقم ١٦٨٥ عربي ، ولعلها بخط المؤلف. أما قصة رحلته فلا يوجد منها إلا نسخة واحدة في العالم ، وهي التي اشتراها لامرتين ومحفوظة أيضا في المكتبة الوطنية بباريس ، قسم المخطوطات العربية ، تحت رقم ٢٢٩٨.
وتحوي هذه المخطوطة على مئة وتسع وعشرين ورقة أي على مئتين وست وخمسين صفحة ، بقياس ١٥* ٥ ر ٢١ ، في كل منها نحو ثلاثة وعشرين سطرا. إلا أن الورقة ٢ / ١١٤ ونصف الورقة ٢ / ١١٦ والورقة ١١٧ و١١٨ و٢ / ١١٩ بقيت بيضاء. والخط غير جميل ولكنه سهل القراءة نسبيا. غير أنه شديد الرصّ ، إلا في الورقات الأخيرة من الكتاب ، واعتبارا من الورقة رقم ١١٩. وبسبب هذا الرص الشديد لم يبق في الصفحة إلا هامش ضيق جدا. ولذا عند تجليد المخطوطة ، دخل عدد من الكلمات في جلد الكتاب وكذلك بعض العبارات المضافة في الهوامش ، فصعبت بسبب ذلك قراءة المذكرات.
لغة المؤلف
إلا أن الصعوبة الكبرى متأتية من لغة المؤلف لأنه يكتب بلغة هي أقرب إلى اللهجة الحلبية منها إلى العربية الفصحى ، ومع ذلك إننا نجد في مذكراته عددا من التعابير الإسلامية والآيات القرآنية لحن فيها الصايغ ، ونراه يحاول أن يفصح ولكنه لا يراعي مبادئ الإعراب فيقع في أغلاط نحوية ولغوية لا حصر لها. وعلاوة على ذلك أنه كثيرا ما يبدل حروفا بحروف ويخلط بين المضخمة واللينة فتصبح