ويأخذ نعجات ، الخلاصة أن الحاجة التي تكون أثمن يأخذ صاحبها من الثاني زيادة ، ليس من الدراهم بل من الأمتعة ، لأن الدراهم قليلة جدا لا تكون إلا عند الكبار ، لأن لهم خوّات وعندهم طروش يبيعون منها ، وللبعض صرة معلومة من الحج. أما الرعايا فبوسعي أن أؤكد أن من العرب من لا يعرف حتى شكل الدراهم.
أما بخصوص نسائهم ، فإنهن يتعبن أكثر من الرجال ، لأن كل التعب على الحريم ، مثل جلب الماء والحطب ، والطبخ ، وحلب النوق ، وتحميل البيوت عند الرحيل ، ونصبها وقت النزول. وأما في المسير فإن جميع النساء تركب ، فلا ترى حرمة ماشية ، لأن ذلك عندهم عيب كبير ، ولكن ترى كثيرا من الرجال مشاة إذ بينهم كثير من الفقراء ليس عندهم مركوب. وبالحقيقة إن كل التعب على الحريم إلا أنهن موقرات وكلامهن مسموع مثل نساء بلاد الإفرنج. وكثير من الأمور ، من كلية وجزئية ، تجد النساء لها حلا ، لأن الكثير منهن لهن قوانين (١) وعادات (٢) مثل الإفرنج ، بضد طرائق الإسلام الحضر. أولا ليس عندهم خباء ، لا من بعضهم ولا من الغريب. ثانيا أن جميع تدبير البيت بيد الحريم ، ثالثا لا يبت أحد بأمر إلا بعد أن يستشير حرمته ، فإن استحسنت تدبيره عمله وإن لم تستحسنه لا يعمل به ، رابعا دماؤهم حامية من أدنى سبب يثورون وتقع الفتن سواء مع بعضهم أو مع الغريب ، كذلك لا يتعشون في القيظ الشديد (٣) ، فيتناولون طعام العشاء أحيانا قرب منتصف الليل ، خامسا لا يتزوج أحد بامرأة إلا بعد عشرة معها. سادسا لا يبول أحد وهو قاعد مثل الإسلام بل وهو واقف ، واعترضنا عليهم مرارا بذلك فكان الجواب من الأنسب أن نلوث (٤) أرجلنا من أن نلوث وجوهنا (٥) ، فرأينا ذلك عين الصواب ، سابعا منذ أن يخلق الولد إلى أن يموت لا يحلق رأسه بل إن شعورهم دائما مرسلة مثل الإفرنج (٦). ثم عندهم ١ / ١٢٦ أن الذي يموت على فراشه رذيل (٧) ، ويقولون عنه فطس ولا يقولون مات ، وأما الذي / يموت بالحرب فإنهم يقولون عنه مات بعزه شهيدا ، ويترحمون عليه ويقومون الصدقات على روحه ،
__________________
(١) يريد عادات.
(٢) «وذيات» (؟).
(٣) عبارة الصائغ مبهمة جدا فهو يقول : «كذلك لا ينعشوا إلا لقيذ كثير».
(٤) «نطرطش».
(٥) لم أر قط بدويا يبول واقفا.
(٦) البدو يقصون شعورهم ويحلقون رؤوسهم ولكن أقل بكثير من الحضر.
(٧) قال خالد بن الوليد عند وفاته : «ها أنا أموت على فراشي مثل اللئيم».