إلى حمص والشام ويبيعونها لأجل طبخ الصابون. وأيام توجه الحجاج إلى مكة ، يذهبون لكي يحملوا ما ذكرت سابقا لوزير دمشق ، وذلك بالإجرة.
ثم وفي بعض الأيام أخبرنا بعضهم عن مغارة تبعد عن تدمر ثلاث ساعات ، فيها أنواع من المعادن وهي نكتة لمن يراها. فتوجه اهتمامنا لزيارة تلك المغارة ، ورجونا من الشيخ رجب العروق أن يرسلنا إلى المغارة مع أناس طيبين معروفين. فقال لنا : يا جماعة ما أكثر غلبتكم ، أنتم جماعة بياعين على باب الله الكريم ، ما لكم ولهذه الأمور الصعبة؟ فقلنا له : إذا كنا بياعين هل تحرم علينا الفرجة؟ / فقال : قوي مناسب ، غدا أرسلكم وأرسل معكم ستة رجال بواردية للمحافظة عليكم. لأن العربان كانت ملأت سهل تدمر من مختلف القبائل. فبكرنا في اليوم الثاني ، وأخذنا معنا فنود الشمع وكثيرا من خيوط القنب ومسمارا كبيرا ، وسوف نشرح لأي شيء تلزم هذه الأشياء في هذه الرحلة الصغيرة.
فمشينا ومعنا الرجال المرسلين من قبل الشيخ رجب. وسرنا نحو ساعتين من الزمن لطرف الشمال للشرق. فوصلنا إلى جبل صغير ، وفي نصف سفح الجبل ثقب كبير مثل باب ، فأشعلنا الشموع ودققنا المسمار على باب المغارة ، وربطنا طرف خيط القنب بالمسمار ، ودخلنا جميعا لأننا إذا ابقينا أناسا على الباب وأرادوا ضررنا حلّوا الخيط فلا يعود يمكننا الرجوع إلى الباب. فلهذا السبب أدخلنا الجميع معنا. فحين صرنا داخل المغارة ، وجدناها واسعة وفيها مخادع ونزلات وطلعات وعوجات ولفتات ومغاير ، الشيء الذي يضيع فيه جيش (١). وكان دائما طرف الخيط بيدي ، لأني ما كنت أثق بأحد غيري ، حفظا على حياتي وحياة المسكين معلمي الشيخ إبراهيم. فوجدنا في تلك المغارة أمورا غريبة. فجميع سقفها نازل من الشبّ العطاري ، وقطعه كبيرة مثل القناديل ، وأرضها ملآنة من ملح البارود ، وأكثر حيطانها من الكبريت الأصفر ، ولم تزل ظاهرة الأماكن حيث كانوا يقطعون منها هذه المعادن ، ووجدنا في بعض المحلات نوعا من التراب أحمر اللون مثل السّمّاق ، طعمه حامض ، ناعم جدا. وأخبرنا بعضهم أننا إذا وضعنا منه في محرمة يخرقها ويخرج ، فأخذنا منه شيئا قليلا لنجرب ذلك. وعلمنا أيضا أن كثيرا من الناس دخلوا هذه المغارة وضاعوا ، منهم واحد دخل وضاع كل الضياع وظل في المغارة مدة ثلاثة أيام ، وأخيرا ، بأمر الصدفة ، دخل ذئب إلى المغارة لتكون له مأوى وولج في أعماقها لأنه على معرفة بها ، فرأى
__________________
(١) الصائغ يكتب «أرضي» بدلا من جيش في عدة مواضع من مذكراته ؛ والكلمة من التركية.