والرابع عشر ، والخامس عشر من كل شهر ، سميت بذلك لبياض لياليها أجمع بضوء القمر. هذا بحسب اللغة ، وروي عن النبي (ص) أن آدم (ع) لما أصابته الخطيئة اسود لونه فالهم صوم هذه الأيام فابيض بكل يوم ثلثه فسميت بيضا لذلك ، وعلى هذا فالكلام جار على ظاهره من غير حذف ، (ومولد النبي (ص) (١) ، وهو عندنا سابع عشر شهر ربيع الأول على المشهور (٢) ، (ومبعثه (٣) ويوم الغدير (٤) ...)
______________________________________________________
ـ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إن آدم لما عصى ربه عزوجل ناداه مناد من لدن العرش : يا آدم أخرج من جواري ، فإنه لا لا يجاورني أحد عصاني ، فبكى وبكت الملائكة ، فبعث الله عزوجل جبرائيل فأهبطه إلى الأرض مسودا ، فلما رأته الملائكة ضجّت وبكت وانتحبت وقالت : يا رب خلقا خلقته ، ونفخت فيه من روحك ، وأسجدت له ملائكتك ، بذنب واحد حوّلت بياضه سوادا ، فنادى مناد من السماء : صم لربك ، فصام فوافق يوم ثلاثة عشر من الشهر فذهب ثلث السواد ، ثم نودي يوم الرابع عشر أن صم لربك اليوم ، فصام فذهب ثلثا السواد ، ثم نودي يوم خمسة عشر بالصيام ، فصام فأصبح وقد ذهب السواد كله ، فسميت أيام البيض للذي رد الله عزوجل فيه على آدم من بياضه ، ثم نادى مناد من السماء : يا آدم هذه الثلاثة أيام جعلتها لك ولولدك من صامها في كل شهر فكأنما صام الدهر) (١).
(١) للأخبار منها : خبر أبي إسحاق بن عبد الله العلوي عن أبي الحسن الثالث من حديث : (يا أبا إسحاق جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهن ، وهي أربعة : أولهن يوم السابع والعشرين من رجب ، يوم بعث الله تعالى محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى خلقه رحمة للعالمين ، ويوم مولده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو يوم السابع عشر من شهر ربيع الأول ، ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة ، فيه دحيت الكعبة ، ويوم الغدير فيه أقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخاه عليا عليهالسلام علما للناس ، وإماما من بعده) (٢).
(٢) وذهب الكليني إلى أنه الثاني عشر منه وهو موافق للعامة وقال عنه في الجواهر بأنه غير واضح.
(٣) وهو اليوم السابع والعشرين من رجب للأخبار : منها خبر أبي إسحاق المتقدم ، وخبر الحسن بن راشد عن أبي عبد الله عليهالسلام (لا تدع صيام سبعة وعشرين من رجب ، فإنه هو اليوم الذي أنزلت فيه النبوة على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وثوابه مثل ستين شهرا لكم) (٣).
(٤) للأخبار الكثيرة منها : خبر علي بن الحسين العبدي (سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ١٢ ـ من أبواب الصوم المندوب حديث ١.
(٢) الوسائل الباب ـ ١٤ ـ من أبواب الصوم المندوب حديث ٣.
(٣) الوسائل الباب ـ ١٥ ـ من أبواب الصوم المندوب حديث ١.