(والدعاء) (١) حالة الرمي وقبله ، وهي بيده بالمأثور (والتكبير مع كل حصاة) ، ويمكن كون الظرف للتكبير والدعاء معا (وتباعد) الرامي عن الجمرة (نحو خمس عشرة ذراعا) إلى عشر ، (ورميها خذفا) (٢) والمشهور في تفسيره أن يضع الحصاة على بطن إبهام اليد اليمنى ويدفعها بظفر السبابة ، وأوجبه جماعة منهم ابن إدريس بهذا المعنى ، والمرتضى ، لكنه جعل الدفع بظفر الوسطى.
وفي الصحاح الخذف بالحصا الرمي بها بالأصابع ، وهو غير مناف للمروي الذي فسروه به بالمعنى الأول ، لأنه قال في رواية البزنطي عن الكاظم عليهالسلام : تخذفهنّ خذفا ، وتضعها على الإبهام وتدفعها بظفر السبابة وظاهر العطف (٣) أن
______________________________________________________
(١) لصحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام (خذ حصى الجمار ثم ائت الجمرة القصوى التي عند العقبة فارمها من قبل وجهها ، ولا ترمها من اعلاها ، وتقول والحصى في يدك : اللهم هؤلاء حصياتي فأحصهنّ لي وارفعهنّ في عملي ، ثم ترمي فتقول مع كل حصاة : الله اكبر ، اللهم ادحر عني الشيطان ، اللهم تصديقا بكتابك وعلى سنة نبيك ، اللهم اجعله حجا مبرورا وعملا مقبولا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا ، وليكن فيما بينك وبين الجمرة قدر عشرة أذرع أو خمسة عشر ذراعا ، فإذا أتيت رحلك ورجعت من الرمي فقل : اللهم بك وثقت ، وعليك توكلت ، فنعم الرب ونعم المولى ونعم النصير) (١).
(٢) بالإعجام في حروفها الثلاثة ، والمشهور على استحباب الخذف ، وذهب السيد وابن إدريس إلى الوجوب ، والأصل فيه خبر البزنطي عن الإمام الرضا عليهالسلام (حصى الجمار تكون مثل الأنملة ، ولا تأخذها سوداء ولا بيضاء ولا حمراء ، خذها كحلية منقطة تخذفهن خذفا وتضعها على الابهام وتدفعها بظفر السبابة) (٢).
فالسيد وابن إدريس حملوا الأمر بالخذف على الوجوب ، والمشهور حملوه على الاستحباب لسياق الخبر الوارد في المستحبات.
وأما الخذف فهو أن يأخذ الحصاة فيضعها على باطن ابهامه ويدفعها بظفر السبابة كما هو المشهور بين الفقهاء ، وعن السيد المرتضى أنه وضع الحصاة على إبهام يده اليمنى والدفع بظفر اصبعه الوسطى ، ومستنده غير ظاهر كما اعترف به جماعة.
(٣) وظهوره من أن التأسيس خير من التأكيد.
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٣ ـ من أبواب رمي جمرة العقبة حديث ١.
(٢) الوسائل الباب ـ ٧ ـ من أبواب رمي جمرة العقبة حديث ١.