الغنيمة من مئونة حفظ ونقل وغيرهما ، (والرضخ) والمراد به هنا العطاء الذي لا يبلغ سهم من يعطاه لو كان مستحقا للسهم ، كالمرأة والخنثى والعبد والكافر إذا عاونوا ، فإن الإمام (ع) يعطيهم من الغنيمة بحسب ما يراه من المصلحة بحسب حالهم (والخمس).
ومقتضى الترتيب الذكري أن الرضخ مقدم عليه (١) ، وهو أحد الأقوال في
______________________________________________________
ـ ويخرج منه ما ينفقه على الغنيمة من حفظها ونقلها ضرورة كونها من مؤنها التي تؤخذ من أصلها.
ويخرج منه الرضخ ، وهو للنساء والعبيد والكفار ، إن قاتلوا بإذن الإمام ، لأنه لا سهم للثلاثة بلا خلاف فيه ، لخبر سماعة عن أحدهما عليهماالسلام (إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج بالنساء في الحرب يداوين الجرحى ولم يسهم لهن من الفيء شيئا ولكن نفلهن) (١) ، وخبر الدعائم عن علي عليهالسلام إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ليس للعبد من الغنيمة شيء وإن حضر وقاتل عليها ، فرأى الإمام أن يعطيه على ملائه إن كان منه ، أعطاه من خراش المتاع ما يراه) (٢).
وهذه النصوص تفيد أنه يجوز للإمام أن يرضخ كل من يحتاج إليه في الحرب ممّن لا سهم له في الغنيمة ، هذا من جهة ومن جهة أخرى فالرضخ لا تقدير له بل هو موكول إلى نظر الإمام ولكن لا يبلغ سهم الفارس المسلم ولا سهم الراجل المسلم كما لا يبلغ الحد التعزيز كما ذهب إليه العلامة في المنتهى.
(١) أي على الخمس ، ذهب العلامة في المختلف إلى إخراج الخمس أولا ثم إخراج الحبائل والسلب والرضخ وغيره ، عملا بالآية الشريفة : (وَاعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبىٰ وَالْيَتٰامىٰ وَالْمَسٰاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) (٣).
وقيل بتقديم السلب والجعائل على الخمس ثم يخرج الرضخ ، أما تقديم السلب والحبائل فلعدم صدق الغنيمة عليها ، وأما تأخير الرضخ فلأنه كالسهم للمقاتل المسلم فلا بدّ من تأخيره وإن كان أنقص منه إلا أن نقصانه لا يخرجه عن الغنيمة.
وقيل : بتقديم السلب والجعائل والرضخ ومؤن الغنيمة ثم يخرج الخمس ، ويؤيده مرسل حماد عن العبد الصالح عليهالسلام (للإمام صفو المال ، أن يأخذ من هذه الأموال صفوها ، الجارية الفارهة والدابة الفارهة والثوب والمتاع ممّا يجب ويشتهي ، وذلك له قبل ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٤١ ـ من أبواب جهاد العدو حديث ٦.
(٢) مستدرك الوسائل الباب ـ ٣٦ ـ من أبواب جهاد العدو حديث ٦.
(٣) الأنفال آية : ٤١.