غير أن يتبع لهم مدبر ، أو يقتل لهم أسير ، أو يجهز على جريح.
ولا تسبى نساء الفريقين ، ولا ذراريهم في المشهور (١) ، ولا تملك أموالهم
______________________________________________________
(١) قال في الجواهر : (بل عن المنتهى نفي الخلاف فيه بين أهل العلم ، وعن التذكرة بين الأمة ، لكن عن المختلف والمسالك نسبته إلى المشهور ، ولعلّه لما في الدروس قال : ونقل الحسن أن للإمام عليهالسلام ذلك إن شاء ، لمفهوم قول علي عليهالسلام : إني مننت على أهل البصرة كما منّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على أهل مكة ، وقد كان لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يسبي فكذا الإمام عليهالسلام ، وهو شاذ ، قلت : بل لم نعرفه لأحد منّا) انتهى.
ويمكن حمل كلامه على أن ذلك للإمام لو أراد إلّا أن التقية جعلت الحكم عدم سبي النساء والذراري في زمن الهدنة ، وهي ما قبل ظهور صاحب الأمر عليهالسلام وعجّل الله تعالى فرجه ، وهذا ما نطقت به الأخبار الكثيرة وليس فيه خلاف ، ومن جملة هذه الأخبار ، خبر عبد الله بن سليمان (قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إن الناس يروون أن عليا عليهالسلام قتل أهل البصرة وترك أموالهم ، فقال : إن دار الشرك يحلّ ما فيها ، وإن دار الإسلام لا يحلّ ما فيها ، فقال : إن عليا عليهالسلام إنما منّ عليهم كما منّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على أهل مكة ، وإنما ترك علي عليهالسلام لأنه كان يعلم أنه سيكون له شيعة وأن دولة الباطل ستظهر عليهم ، فأراد أن يقتدى به في شيعته ، وقد رأيتم آثار ذلك ، هو ذا يسار بسيرة علي عليهالسلام ، ولو قتل عليّ عليهالسلام أهل البصرة جميعا واتّخذ أموالهم لكان ذلك له حلالا ، لكنه منّ عليهم ليمنّ على شيعته من بعده) (١) ، وخبر زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام (لو لا أن عليا عليهالسلام سار في أهل حربه بالكف عن السبي والغنيمة للقيت شيعته من الناس بلاء عظيما ، ثم قال : والله لسيرته كانت خيرا لكم ممّا طلعت عليه الشمس) (٢)، وخبر أبي بكر الحضري عن أبي عبد الله عليهالسلام (لسيرة علي عليهالسلام في أهل البصرة كانت خيرا لشيعته ممّا طلعت عليه الشمس ، إنه علم أن للقوم دولة فلو سباهم لسبيت شيعته ، قلت : فأخبرني عن القائم عليهالسلام يسير بسيرته؟ قال : لا ، إن عليا عليهالسلام سار فيهم بالمنّ ، لما علم من دولتهم ، وإن القائم يسير فيهم بخلاف تلك السيرة ، لأنه لا دولة لهم) (٣)، ومثلها كثير. هذا وقد ورد في خبر حفص عن جعفر عن أبيه عن جده عليهمالسلام عن مروان ابن الحكم قال : (لما هزمنا عليّ بالبصرة ردّ على الناس أموالهم ، من أقام بيّنه أعطاه ، ومن لم يقم بيّنة أحلفه ، فقال له قائل : يا أمير المؤمنين أقسم الفيء بيننا والسّبي قال : فلمّا أكثروا عليه قال : أيّكم يأخذ أم المؤمنين في سهمه؟ فكفلوا) (٤)، فهو محمول على إسكات الخصم لأن أكثر جيشه مخالفون كما هو المعلوم من كتب السير والتواريخ ،
__________________
(١ و ٢ و ٣ و ٤) الوسائل الباب ـ ٢٥ ـ من أبواب جهاد العدو حديث ٦ و ٨ و ١ و ٥.