.................................................................................................
______________________________________________________
ـ (فانكروا بقلوبكم والفظوا بألسنتكم وصكوا بها جباههم ، ولا تخافوا في الله لومة لائم) (١) ، وفي تفسير العسكري عن آبائه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (من رأى منكم منكرا فلينكر بيده إن استطاع ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، فحسبه أن يعلم الله من قلبه أنه لذلك كاره) (٢) ، وما روي في النهج عن أمير المؤمنين عليهالسلام (إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد ، الجهاد بأيديكم ثم بألسنتكم ، ثم بقلوبكم ، فمن لم يعرف بقلبه معروفا ولم ينكر منكرا قلب ، فجعل أعلاه أسفله) (٣) ، وخبر ابن أبي ليلى (سمعت عليا عليهالسلام يقول يوم لقينا أهل الشام : أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فانكره بقلبه فقد سلم وبرئ ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر ، وهو أفضل من صاحبه ، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ، ونوّر في قلبه اليقين) (٤)ومثلها غيرها.
هذا ومعنى الإنكار القلبي اعتقاد الوجوب والحرمة كما عن النهاية ، أو الاعتقاد مع عدم الرضا بالمعصية كما عن القواعد ، أو ذلك مع الابتهال إلى الله في إهداء العاصي كما عن التنقيح ، وفي الكفاية عدم الرضا بالفعل لما ورد في النهج عن أمير المؤمنين عليهالسلام (الراضي بفعل قوم كالداخل معهم فيه ، وعلى كل داخل في باطل إثمان ، إثم العمل به وإثم الرضا به) (٥).
ولكنه عن المنتهى والشرائع وجماعة كثيرة أنه إظهار الكراهة ، لخبر السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام (قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة) (٦) ، ومرسل الشيخ عن الصادق عليهالسلام (أنه قال لقوم من أصحابه : إنه قد حق لي أن آخذ البريء منكم بالسقيم ، وكيف لا يحق لي ذلك وأنتم يبلغكم عن الرجل منكم القبيح فلا تنكروه عليه ولا تهجرونه ولا تؤذونه حتى يترك) (٧) ، وخبر هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام (لو أنكم إذا بلغكم عن الرجل شيء تمشّيتم إليه فقلتم : يا هذا إما أن تعتزلنا وتجتنبنا ، وإما أن تكفّ عن هذا ، ـ
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ـ ٣ ـ من أبواب الأمر والنهي حديث ١ و ١٢.
(٣ و ٤) الوسائل الباب ـ ٣ ـ من أبواب الأمر والنهي حديث ١٠ و ٨.
(٥) الوسائل الباب ـ ٥ ـ من أبواب الأمر والنهي حديث ١٢.
(٦) الوسائل الباب ـ ٦ ـ من أبواب الأمر والنهي حديث ١.
(٧) الوسائل الباب ـ ٧ ـ من أبواب الأمر والنهي حديث ٤.