ولكن الظاهر هو أن هذه التسمية قد كانت في مناسبة أخرى غير هذه ، ولسوف نتعرض لها حين الحديث عن السرايا في الآتي القريب إن شاء الله تعالى.
مع المنكرين لمؤاخاة النبي صلّى الله عليه وآله لعلي عليه السّلام
وبعد كل تلك المصادر المتقدمة ، والتي هي غيض من فيض ، نجد ابن حزم وابن كثير ينكران صحة سند حديث المؤاخاة (١) ، وأنكره أيضا ابن تيمية ، واعتبره باطلا ، موضوعا ، بحجة أن المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار إنما كانت لإرفاق بعضهم ببعض ، ولتأليف قلوب بعضهم على بعض ، فلا معنى لمؤاخاة النبي «صلى الله عليه وآله» لأحد منهم ، ولا لمؤاخاة مهاجري لمهاجري (٢).
ونقول :
إن إنكار سند حديث مؤاخاة النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام» لا معنى له ، بعد أن صححه كثير من الأعلام ، وبعد أن تواتر في كتب سائر المسلمين عن عشرات الصحابة والتابعين وغيرهم ، ولا سيما إذا كان هذا الإنكار من الأبناء الثلاثة : كثير ، وحزم ، وتيمية ، المعروفين بالنصب ، والتعصب ضد فضائل علي ، وأهل بيته الطاهرين «عليهم السلام».
__________________
(١) راجع : البداية والنهاية ج ٧ ص ٢٢٣ و ٣٣٦.
(٢) راجع : منهاج السنة ج ٢ ص ١١٩ ، والبداية والنهاية ج ٣ ص ٢٢٧ ، وفتح الباري ج ٧ ص ٢١١ ، والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ١٥٥ ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٠ ، ودلائل الصدق ج ٢ ص ٢٧٢.