غنى لمن أراد استكمال هذا البحث عن مراجعة ذلك الموضع.
٣ ـ ومن الجهة الثانية ، فإن قريشا تريد أن تلقن الأنصار في حرب بدر درسا لن ينسوه ، حتى لا يعودوا لمثلها من الممالأة لأعدائها ، ويكفي الأنصار ذنبا بالنسبة لقريش أنهم مكنوا للمسلمين : أن يبلغوا هذا القدر من القدرة والشوكة ، حتى لقد طلب أبوجهل ـ الذي كان يثق أولا بالنصر ـ : أن لا يفلت من أيدي أهل مكة أحد من اليثربيين.
أضف إلى ذلك كله : أن أهل المدينة كانوا قحطانيين ، أما أهل مكة فعدنانيون.
لماذا أهل البيت عليهم السّلام أولا؟!
ولعل كل ما قدمناه آنفا وسواه هو السر في تقديمه «صلى الله عليه وآله» أهل بيته في الحرب ؛ لتكون التضحيات منه ، وفي نفسه ، وأهل بيته أولا. ولا ينسى التاريخ مواقف علي «عليه السلام» ، ولا بطولات حمزة وجعفر وسواهما ممن أخلص لهذا الدين من خيرة الصحابة ، فكان هؤلاء أعني عليا ، وأهل بيته «عليه السلام» هم الدرع الواقي ، وبهم حفظ الله الدين ، وخفف بذلك من حقد قريش الذين كانوا في الغالب أعداء لهذا الدين وأهله على الأنصار ، وذلك حفاظا على مستقبل الأنصار ، لأن أحقاد قريش عليهم وعلى الإسلام قد تركت في المستقبل أثرها المرير والبغيض.
ه : بدر وأثرها على علي عليه السّلام وأهل بيته عليهم السّلام :
ويلاحظ هنا : أن أكثر قتلى المشركين كانت نهايتهم على أيدي المهاجرين ، ولا سيما أمير المؤمنين «عليه السلام» ، وعمه حمزة.
فقد قدمنا : أن عليا «عليه السلام» قد قتل نصف السبعين ، وشارك في