أن هناك حادثة شبيهة لما جرى لتلك الفئات ، ستقع للمسلمين ، فقال : (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ)(١) ، فكان ذلك وقعة بدر ، كما قاله البعض.
أهداف الحرب :
والملاحظة الهامة هنا هي : أن النبي «صلى الله عليه وآله» يصرح بأن حرب بدر حرب مصيرية ، وأن هدفه من هذه الحرب هو التمكين لعبادة الله تعالى ، وليس عبادة الذات ، أو المال ، أو الجنس ، أو الجاه ، أو السلطان ، ولا غير ذلك ، ولا سيما إذا شعرت قريش بالضيق والذل والضعف ، عن طريق جعلها في معاناة إقتصادية ونفسية ، حينما تدرك : أن طريق قوافلها إلى الشام ولبلدان أخرى أصبح مهددا ، وهذا ما سوف يضعف من عزائم القرشيين ، ويزلزل وجودهم ، ويجعلهم في الموقف الأضعف.
أما هدف المشركين ، فهم أنفسهم قد أفصحوا عنه ، وهو أن تهابهم العرب ، وأن لا يكون بينهم وبين متجرهم أحد يكرهونه.
وشتان ما بين الهدفين ، وكذلك ما بين نتائج الحرب ـ كما سنرى ـ بالنسبة إلى الفريقين.
في المواجهة :
ولما أصبح رسول الله «صلى الله عليه وآله» عبأ أصحابه. وكانت رايته
__________________
(١) الآية ١١ من سورة ص.