الله ، ولم يزل ولا يزال يعمل من أجل دينه وعقيدته بإخلاص ووعي ، كان انتصار النبي «صلى الله عليه وآله» له من هذا المنطلق بالذات ، حينما تهدده بعض من كان يدل عمله وتصرفاته ، وتجافيه عن الغبار والتراب على أنه ليس بالمستوى المطلوب ، بل ربما كان للدنيا بالنسبة إليه المقام الأول ، كما ربما يستفاد من أفعاله اللاحقة ، فانتصر النبي «صلى الله عليه وآله» لعمار ، ليدل على أنه منسجم مع جهاده ، ومع وعيه وإخلاصه لدينه وعقيدته.
هذا ، ولا بد من التنبيه أخيرا ، إلى أن عثمان قد حاول تعيير وتحقير عمار بنسبته إلى أمه ، حيث قال له : «يا ابن سمية بمن تعرض؟ الخ ..» مع أن أم عمار كانت أول شهيد في الإسلام ، حيث قتلت بفعل التعذيب من أجل دينها وعقيدتها.
وقد أشار النبي «صلى الله عليه وآله» في انتصاره لعمار ومحاماته عنه إلى المقام الشامخ لأمه الصابرة المجاهدة سمية «رحمها الله» فينسبه إليها ، ويقول : «يا ابن سمية لا يقتلك أصحابي الخ ..».
لماذا المسجد أولا :
إن من الملاحظ : أن أول عمل بدأ به «صلى الله عليه وآله» في المدينة هو بناء المسجد ، وهو عمل له دلالته وأهميته البالغة.
وذلك لأن المسلمين كانوا فئتين : مهاجرين وأنصارا ، وتختلف ظروف كل من الفئتين ، وأوضاعها النفسية ، والمعنوية ، والمعيشية ، وغير ذلك عن الفئة الأخرى.
والمهاجرون أيضا كانوا من قبائل شتى ، ومستويات مختلفة : فكريا ،