ملاحظة كتاب «فتوح الشام» ، المنسوب للواقدي ، حيث لا تكاد تخلو منه صفحة من بطولات خارقة ، وأحداث مدمرة ، من أجل جلب انتباه العوام ، وإظهار عظمة الأمويين وقدرتهم ، وتسجيل بطولات خيالية لبعض الشخصيات التي يرغب الحكام في رفعة شأنها ، تضليلا للناس عن حقيقة مواقف وبطولات علي «عليه السلام» ، إلى غير ذلك من أهداف ليس هنا محل بحثها.
فكان من نتيجة هذه الأكاذيب أن أظهروا الإسلام بصورة التيار المدمر ، وعلى أنه دين القتل والخراب ، حتى لقد أشكل الأمر حتى على كثير من المسلمين أنفسهم ، وذهبوا يمينا وشمالا في محاولات الإجابة على ذلك ، حسبما رأوه مناسبا ، وبالطريقة التي جادت بها قرائحهم.
وهذا الأمر ، وإن كان ارتباطه بالتاريخ ضعيفا نسبيا ، بحيث لا مجال للتوسع فيه بالشكل الذي يرضي وجداننا ، ولكننا مع ذلك لا بد أن نشير ولو بشكل خاطف وسريع إلى ما نراه ونعتقده في هذا المجال فنقول :
١ ـ الحرب في الإسلام وفي غيره :
ستأتي في فصل سرايا وغزوات قبل بدر لمحة سريعة جدا عن توصيات النبي «صلى الله عليه وآله» لجيوشه ، فلا بد من الإلمام بها وقراءتها بدقة ووعي ، ومن أراد المزيد فعليه بمراجعة البحار والكافي ، وغير ذلك من كتب الحديث والتاريخ.
كما أنه لا ينبغي الغفلة عن المراجعة الشاملة للحديث والتاريخ للتعرف على طبيعة المعاملة المثالية للأسرى من قبل المسلمين ، كما سنلمح