الهامش (١).
وسيأتي مزيد من التوضيح لذلك في واقعة أحد إن شاء الله تعالى.
أضف إلى ذلك : أن ابن سعد وابن إسحاق قد ذكرا : أن الراية قد اتخذت بعد وقعة بدر ، وبالذات في وقعة خيبر (٢).
هذا لو سلم وجود اختلاف بين اللواء والراية ، وإلا فقد نص جماعة من أهل اللغة على ترادفهما (٣).
هدوء ما قبل العاصفة :
وبعد أن عبأ النبي «صلى الله عليه وآله» أصحابه ، قال لهم : غضوا أبصاركم ، ولا تبدؤوهم بالقتال ، ولا يتكلمن أحد (٤).
وسكت المسلمون ، وغضوا أبصارهم ، امتثالا لأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأثر هذا الموقف في قريش بشكل واضح ، حتى إن أحدهم حين جال بفرسه حول المسلمين ؛ ليعرف إن كان لهم مدد ، أو كمين ، رجع للمشركين ، وقال : «ما لهم كمين ، ولا مدد. ولكن نواضح يثرب حملت الموت الناقع. أما ترونهم خرسا لا يتكلمون؟ يتلمظون تلمظ الأفاعي ، ما لهم ملجأ إلا سيوفهم؟! وما أراهم يولون حتى يقتلوا ، ولا يقتلون حتى يقتل بعددهم».
__________________
(١) راجع المصادر في الهامشين السابقين.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٤٧.
(٣) المصدر السابق ص ١٤٧ و ١٤٨.
(٤) المصدر السابق.