بما شاءوا ، ولم يكن علي «عليه السلام» يبدي رأيا ، ولا يقدم بين يدي الله ورسوله بشيء أصلا ، إلا ما روي في شأن الإفك على مارية ، حيث أشار «عليه السلام» بطلاق عائشة ليكون ذلك بمثابة إنذار لها ؛ لترتدع عن مواقفها وأعمالها ، وتكف عن أذى رسول الله وأزواجه.
٨ ـ وأخيرا .. لماذا يغضب ويعتب؟ أليس قد آخاه بنفسه قبل الهجرة؟!. ثم هو لم يزل يؤكد على أخوته له ، كلما اقتضت المناسبة ذلك.
وعلى كل حال ، فنحن لن نكذب النبي «صلى الله عليه وآله» ، والقرآن ، ونصدق هؤلاء ، فنحن نذر هذه الترهات لهم ، تدغدغ أحلامهم ، وترضي حقدهم على علي وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
لماذا الوضع والاختلاق؟! :
ولعل سر وضع هذه الترهات هو :
١ ـ إنهم يريدون أن يظهروا أنه قد كان في بيت علي «عليه السلام» من التناقضات والمخالفات مثل ذلك الذي كان في بيت النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه ، مما كانت تصنعه بعض زوجاته «صلى الله عليه وآله» وليمكن ـ من ثم ـ أن يقال : إن ذلك أمر طبيعي ، ومألوف ، وهو من مقتضيات الحياة الزوجية ؛ فلا غضاضة فيه على أحد ، ولا موجب للطعن والإشكال على أي كان ، فزوجة النبي تتصرف كما كانت تتصرف بنت النبي «صلى الله عليه وآله».
وكما كانت عائشة تغضب النبي «صلى الله عليه وآله» ، فإن فاطمة كانت تغضب عليا ، وكانت خشنة معه.