٢ ـ ومن الجهة الثانية فكما أن قوله «صلى الله عليه وآله» من أغضبها (أي فاطمة) فقد أغضبني ، ينطبق على فلان وفلان ، فإنه ينطبق على علي نفسه ، إذا فكما أغضب أبوبكر فاطمة فقد أغضبها علي أيضا ، وتكون واحدة بواحدة ، فلا يكون ذلك موجبا للإشكال على أولئك دونه «عليه السلام».
٣ ـ بل إنهم يريدون بذلك أن يظهروا عليا «عليه السلام» بصورة الرجل الذي لم يكن مرضيا من فاطمة ، وقد تزوجته بدون رضى منها.
ولعل قبول النبي «صلى الله عليه وآله» بتزويجه قد كان لأجل دفع غائلته وشره ، وبذلك يسلبون عنه فضيلة الصهر للنبي «صلى الله عليه وآله».
قيمة هذه الكنية :
لقد علل ابن عباس تسمية علي «عليه السلام» بأبي تراب ، بأنه «عليه السلام» صاحب الأرض ، وحجة الله على أهلها بعده ، وبه بقاؤها ، وإليه سكونها ، ولقد سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول : إنه إذا كان يوم القيامة ، ورأى الكافر ما أعد الله لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة ، قال : يا ليتني كنت ترابا ، أي يا ليتني كنت من شيعة علي (١).
يضاف إلى ذلك : أن الإمام عليا «عليه السلام» الذي كان يعتز بهذه الكنية ، كان لا يعتبر الدنيا هدفا له ، يعيش من أجله وفي سبيله ، وإنما
__________________
(١) سفينة البحار ج ١ ص ١٢١.