السلام» (١) فراجع.
وبعد ما تقدم ، فإننا نشير إلى الأمور التالية :
ألف : غضب النبي صلّى الله عليه وآله لأبي طالب :
إنه إذا كان الرسول «صلى الله عليه وآله» يغضب لذكر عمه ، ولو بهذا النحو المهذب ، والمحدود ، فكيف إذا يكون موقفه ممن يرمي أبا طالب بالشرك والكفر ، ويعتبره مستحقا للعذاب الأليم في نار الله المؤصدة؟!
فهل تراه سوف يكون مسرورا ومرتاحا لهذا الكلام ، الذي لا سبب له إلا السياسة ، وما أدراك ما السياسة؟!
ب : بدء النبي صلّى الله عليه وآله بأهل بيته عليهم السّلام :
وقد رأينا : أن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي أرجع الثلاثة الذين هم من الأنصار ، وأمر حمزة وعليا وعبيدة بن الحارث بالخروج إلى ساحة القتال أولا (٢) وهم من أهل بيته ، وقد قال علي «عليه السلام» عن النبي
__________________
(١) المناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ١١٨ وغيره.
(٢) وفي أمالي المرتضى ج ١ ص ٢٧٥ ، وإعلام الورى ص ٣٠٨ ، والبحار ج ٤٨ ص ١٤٤ ، ومناقب ابن شهر آشوب ج ٤ ص ٣١٦ أن الإمام الكاظم «عليه السلام» قال لنفيع الأنصاري :
«.. وإن كنت تريد المفاخرة ، فو الله ما رضوا مشركو قومي مسلمي قومك أكفاءهم حتى قالوا : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش».
وأقول : لا منافاة بين الأمرين ، فلعل المشركين لم يرضوا به ، كما أنه «صلى الله عليه وآله» لم يرغب في البدأة بهم.