ملتزمين بعرض خيارات منصفة على الطرف الآخر ، حتى ليعترف بعض المشركين بأن الإصرار على الحرب بعد هذه العروض يكون ظلما وبغيا ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى ولكن الباقين لا يقبلون بالعرض لأنهم كانوا مصممين على الحرب ، منذ قتل ابن الحضرمي في سرية ابن جحش (١).
مع أنه قد كان بإمكانهم تلافي قضية ابن الحضرمي ، إما بالثأر على نطاق أضيق ، أو بقبول الدية ، وكلاهما عن خلق العرب ليس ببعيد.
د ـ مناهضة ناقضي العهود ، وإيقافهم عند حدهم ، كما كان الحال بالنسبة لليهود ، ثم بالنسبة لمشركي مكة ، الذين نقضوا عهد الحديبية.
ه ـ الدفاع عن النفس في وجه الغزاة والمهاجمين ، وملاحقة من قام بالغارة منهم على المدينة.
وأخيرا ، فإننا نلاحظ : أن المشركين قد استمروا يغزون المسلمين ، والمسلمون يدافعون عن أنفسهم إلى ما قبل صلح الحديبية ، حيث يروي البخاري وغيره أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال بعد منصرفه من بني قريظة : الآن نغزوهم ولا يغزوننا.
وسيأتي ذلك إن شاء الله.
هل الإسلام قام بالسيف؟!
يتضح لنا من جميع ما تقدم : أنه ليس معنى قيام الإسلام بسيف علي «عليه السلام» : أنه «عليه السلام» كان يجعل السيف فوق رأس الإنسان ،
__________________
(١) راجع : تاريخ الطبري ج ٢ ص ١٣١ ، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ١١٦.