٣٨ ـ وابن عباس (١).
كلمة حول هذا الرأي :
ونحن وإن كنا نرى : أن أمر الجهاد في زمن الرسول «صلى الله عليه وآله» كان أعظم وأشد ، والناس إليه أحوج منهم على عهد عمر ، ولم يحذف النبي «صلى الله عليه وآله» هذه العبارة من الأذان مما يعني : أننا نستطيع أن نجزم بأن اجتهاد الخليفة الثاني لم يكن على درجة مقبولة من القوة والكفاية ، حيث لم تلحظ فيه جميع جوانب وخلفيات هذه القضية بالشكل الكافي والمقبول.
إلا أن تعليل عمر الآنف الذكر ، يدل على أن ترك هذه الفقرة من الأذان إنما كان لأسباب وقتية وآنية اقتضت ذلك بنظره ، وربما لم يكن يفكر في استبعاد هذه الفقرة من الأذان إلى الا بد ، وإنما فقط إلى فترة محدودة ، رآها تتطلب هذا الإجراء.
وإذا كان ذلك هو ما حدث بالفعل ، فإننا لا نستطيع أن نفهم المبرر
__________________
(١) راجع : دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٢ ، والبحار ج ٨٤ ص ١٥٦ و ١٣٠ ، وعلل الشرايع ج ٢ ص ٥٦ ، والبحر الزخار ، وجواهر الأخبار والآثار بهامشه كلاهما ج ٢ ص ١٩٢ ، ودلائل الصدق ج ٣ قسم ٢ ص ١٠٠ عن مبادئ الفقه الإسلامي لمحمد سعيد العرفي ص ٣٨ عن سعد الدين التفتازاني في حاشيته على شرح العضد ، على مختصر الأصول لابن الحاجب ، وعن : الروض النضير ج ٢ ص ٤٢ ، ونقله في الإعتصام بحبل الله المتين ج ١ ص ٣١٠ عن التفتازاني في حاشيته على شرح العضد أيضا.