قال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؛ إنا قد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به حق من عند الله ، فمرنا بما شئت.
إلى أن قال : والله ، لو أمرتنا أن نخوض هذا البحر لخضناه معك ، ولعل الله يريك ما تقر به عينك ؛ فسر بنا على بركة الله.
فسر النبي «صلى الله عليه وآله» ، وأمرهم بالمسير ، وأخبرهم بأن الله تعالى قد وعده إحدى الطائفتين ، ولن يخلف الله وعده ، ثم قال : والله ، لكأني أنظر إلى مصرع أبي جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة الخ ..
وسار حتى نزل بدرا.
ويظهر من بعض النصوص : أن الصحابة كانوا ـ في أكثرهم ـ يميلون إلى طلب العير ، وترك النفير (١).
وقد ذكر الله تعالى ذلك في قرآنه المجيد ، فهو يقول : (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ)(٢).
وقبل أن نمضي في الحديث نشير إلى الأمور التالية :
١ ـ إستشارة النبي صلّى الله عليه وآله أصحابه :
لقد تحدثنا فيما سبق حينما تكلمنا عن سر إرسال المهاجرين في
__________________
(١) الدر المنثور ج ٣ ص ١٦٣ و ١٦٩ عن ابن جرير ، وأبي الشيخ ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والكشاف ، والبيهقي ، وعبد بن حميد والبداية والنهاية ج ٣ ص ٢٦٣.
(٢) الآية ٧ من سورة الأنفال.