وبزينب بنت جحش في ذي القعدة كما يقال ، فالنبي إذا ، قد ترك هذا المستحب ، ولم يفعله إلا بالنسبة لعائشة وحدها ، ووحدها فقط!! إن ذلك عجيب حقا وأي عجيب!!.
فاتحة عهد جديد :
وعلى كل حال ، فإن بدخول عائشة إلى بيت النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» قد بدأت في هذا البيت ، الذي كان مثالا للهدوء والسكينة ، والجلال ـ حتى عهد قريب ـ تحولات وتغيرات ذات طابع معين ، حينما صار مجالا لكثير من التناقضات ، التي كانت مصدرا لهمّ النبي «صلى الله عليه وآله» وغمه أحيانا كثيرة ، وكانت عائشة هي السبب المباشر والمحرك في القسم الأعظم منها.
ولا نقول ذلك من عند أنفسنا ، وإنما نستند في ذلك إلى ما أثبته التاريخ والحديث المتواتر عنها ، بل إنها هي نفسها تصرح : بأنها كانت السبب في كل ما كان يجري في بيته «صلى الله عليه وآله» من مشاحنات وتناقضات كما جاء في بعض المصادر ، على ما ذكره لي بعض المحققين.
آية الصلح بين المؤمنين :
ويذكر البعض : من الحوادث التي كانت قبل غزوة بدر (١) : أن الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» ذهب ليعود سعد بن عبادة في بني الحرث بن الخزرج ، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي بن سلول ؛ فمر «صلى الله عليه
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٦٤.