الحسن علي بن موسى بن الحسين ، أنا أبو القاسم بن طعان ، قالا : أنبأنا الحسن بن حبيب ، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البغدادي ، نا محمّد بن يحيى الأزدي ، نا جعفر بن أبي جعفر الرازي ، حدّثني أبو جعفر السائح قال : سمعت أبا عبد الله الدمشقي قال :
أتى رجل الشعبي فقال له : دلني على ما أسألك ـ زاد ابن طعان : عنه ، وقالا : ـ قال : سل ، قال : دلني على طعام حلال آكله ، لا يسألني الله عنه يوم القيامة ، فيحبسني في الحبس الطويل ، ودلّني على لباس حلال ، أصلي فيه لا يكون لله علي فيه تبعة. قال : فاسترجع الشعبي ، وتفكّر ساعة ثم قال للرجل : هذه مسألة ما سألني عنها أحد ـ زاد ابن طعان : من قبلك ، وقالوا : ـ تريد أن تعمل بما سألت؟ قال : ليس ذا عليك ، أجب عما سألتك عنه ولا تحبسني ، فقال الشعبي : انطلق إلى ساحل البحر ، فأطلب جزيرة تنبت فيها الحلفاء فانسج منها جبة ـ زاد ابن طعان : والبسها ـ وصم وصلّ فإذا جعت فانطلق إلى ساحل البحر ، فتصيد سمكة بيدك ولا تصدها بشبكة فكلها ولا تشوها ، فإذا قدمت على الله لم يكن له ـ وقال : .... (١) عليك فيها تبعة يسألك عنها ، فما لزمك من ذلك فخذ به الشعبي فانطلق الرجل.
وهرب الشعبي من الحجاج فأخذ يدور في البلاد فبينا هو بساحل البحر بعد اثنتي عشرة سنة رأى ذلك الرجل عليه مدرعة من حصر ، وسمكة موضوعة في الشمس ، فقال الشعبي : أتعرفني؟ قال : نعم ، قال : من أنا؟ قال : أنت الذي ترشد الناس وتضل نفسك ، قال : فبكى الشعبي.
٨٦٥٥ ـ أبو عبد الله الدمشقي
حكى عنه نوح بن قيس.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، ومحمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران ، قالا : أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو الحسن اللنباني ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو إسحاق الأدمي ، نا إبراهيم بن راشد ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا نوح بن قيس ، نا أبو عبد الله الدمشقي ، قال : قال عيسى عليهالسلام : الدهر ثلاثة أيام : أمس خلت عظته ، واليوم الذي أنت فيه لك ، وغدا لا تدري ما يكون.
أنبأنا أبو محمّد عبد الخالق بن أحمد بن علي بن الحسين بن الشداد ، أنا عاصم بن
__________________
(١) بياض بالأصل بمقدار كلمتين.