قال أبو عبد الرّحمن : فأراني الأنطاكي العمود في المسجد (١) الرحبة والموضع الذي قطر منه الماء.
قال أبو عبد الرّحمن : وسمعت أبا عبد الله يقول : خرجنا أيام البصري نريد دير مرّان (٢) ومعنا جماعة ، منهم رجل معه محبرة في كمه ، فتكلم رجل منا بشيء من الحكمة ، فصاحت المحبرة في كمّ الرجل صياحا عاليا ، وانفقلت.
٨٦٦٣ ـ أبو عبد الله بن مانك
اسمه محمّد ، تقدّم ذكره في حرف الميم.
٨٦٦٤ ـ أبو عبد الله البرزي (٣)
رجل صالح.
حكى عنه أبو (٤) سليمان محمّد بن عبد الله ابن [زبر](٥) الحافظ.
أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنا أبو الحسن بن الحنائي ، أنا أبو بكر محمّد بن علي الحداد ، أنا أبو نصر بن الجبان (٦) ، وأبو الحسن بن السمسار ، قالا : أنا أبو سليمان بن زبر (٧) ، نا أبو عبد الله ـ وكان رجلا صالحا من أهل الغوطة من برزة ، وكان يصوم الاثنين والخميس ، وكان أعور ، وكان قد بلغ سنة ثمانين سنة أو جاوزها (٨) ـ فقلت :
يا أبا عبد الله أيش كان سبب ذهاب عينك؟ فقال : أمر عجيب معجز ، فقلت : حدّثني به ، فامتنع عليّ في ذلك شهورا كثيرة وأنا أسأله ، إلى أن حدّثني فقال لي : كنت وأنا شاب أسكن برزة ، فجاءني إلى بيتي رجلان من الحواة فنزلا عليّ ودفعا إليّ ثمن غرارة قمح ، وقالا لي : اشتر لنا غرارة قمح ، فاشتريت لهما ، فقالا : اطحنها ، ودفعا إليّ أجرة الطحين ، فطحنتها ، فقالا لي : اعجن لنا كل يوم ربع دقيق ، وأنفق علينا خمسة دراهم في لحم وشيء
__________________
(١) كذا بالأصل ، وعند أبي شامة : مسجد الرحبة.
(٢) دير مران : قرب دمشق ، انظر معجم البلدان.
(٣) بالأصل : اليزدي ، والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة. وهذه النسبة إلى برزة : من قرى غوطة دمشق.
انظر معجم البلدان.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : بن.
(٥) بياض بالأصل ، والمثبت عن أبي شامة.
(٦) تحرفت بالأصل إلى : الجبار.
(٧) تحرفت بالأصل إلى : زين.
(٨) بالأصل : «جازها» والمثبت عن ابن منظور وأبي شامة.