الخولاني أنه كان يوما في مجلس خولان في المسجد جالسا ، فخرج عبد الله بن عبد الملك (١) هاربا من الطاعون ، فسأل عنه ، [فقالوا : خرج يزحزح هاربا من الطاعون](٢) فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ما كنت أرى أن أبقى حتى أسمع بمثل هذا ، أفلا أخبركم عن خلال كان عليها إخوانكم ، أولها لقاء الله كان أحب إليهم من الشهد ، والثانية : لم يكونوا يخافون عدوا قلّوا أو كثروا ، والثالثة : لم يكونوا يخافون عوزا من الدنيا ، كانوا واثقين بالله أن يرزقهم ، والرابعة : إن نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى يقضي الله فيهم ما قضى.
قال خليفة : في الطبقة الثالثة من أهل الشامات : أبو عنبة ، مات سنة ثماني عشرة.
وفي كتاب ابن عبد البر (٣) عن أبي عنبة قال : ما فتق في الإسلام فتق فسد ولكن الله لا يزال يغرس في الإسلام قوما يعملون بطاعة الله.
٨٧٤٣ ـ أبو عنبة الأموي مولاهم
حكى عن عمر بن عبد العزيز.
روى عنه : عبد الله بن الوليد الجعفي ، والمسعودي.
قال عبد الله بن الوليد : حدّثني أبو عنبة مولى لبني مروان أنه دخل على عمر بن عبد العزيز فقال : أين منزلك؟ قال : بالعراق. قال : أما بلغك أنه لا ينزله أحد إلا سيق إليه قطعة من الداء؟.
وقال عبد الرّحمن بن عبد الله المسعودي عن أبي عنبة :
قلت لعمر بن عبد العزيز : أنا من مواليكم ، وإن علينا بالعراق امرأ سوء ، فقال لي : وما يسكنك بالعراق؟ لقد بلغني أن أحدا لا يسكن العراق إلّا قيض له فريق من البلاء.
٨٧٤٤ ـ أبو علاقة السكسكي
من فرسان أهل الشام ، ممن كان بايع الحجاج بالعراق ، ثم رجع إلى دمشق ، وكان بها حين وثب أهلها بزامل بن عمرو السكسكي أميرها من قبل مروان بن محمّد ، فوجه إليهم مروان فقتل أبو علاقة.
__________________
(١) في تهذيب الكمال : عبد الله بن عبد الوهّاب.
(٢) الزيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال.
(٣) الاستيعاب ٤ / ١٣٣ على هامش الإصابة.