من المغاربة يقال له حسش (١) وقال : ما يحسن أن تفعل هذا ، وأحدر الرجل من ورائه ، وطيف به في المعسكر وهو على تلك الحال ، ثم أحدروه في خيمة وحده ، ووجه إليه بعد هذا بطعام فامتنع من أكله ، فوجّه إليه ابن فلاح : الذي تحذر منه قد وقعت فيه ، فما لامتناعك من الأكل وجه ، إنما تؤذي نفسك وتضر بها ، فأكل حينئذ ، فلما كان من الليل وجه إليه فأحضره إلى مضربه وقال له : ما حملك على أن قطعت دعوة مولانا ، وأيش كان سببك فيه ، ومن وثبك على الإمرة وكلاما هذا نجواه. فقال ما وثبني عليه أحد ، ولا نية لي وإنما هو رأي شيخ لي ، وقد أوقفني القضاء والقدر ، وأنا في يديك فاصنع بي ما شئت ، والتعيير أشد من القتل ، فحينئذ لان له ابن فلاح ووعده بجميل ، وأحسن إليه وقال له : لأكاتبن جوهرا في أمرك ، ولأكتبن إلى مولانا أيضا بكل ما يسرك ، وطابت نفس ابن أبي يعلى ، ثم عطف ابن فلاح على بني عدي الذين جاءوا به فأسمعهم قبيح الكلام وأغلظ لهم في الخطاب ، وقال لهم : لا جزاكم الله خيرا غدرتم بالرجل وأنتم كنتم عدّته وفضله عليكم ثم أمر بهم فقيدوا واعتقلوا عنده إلى أن تم ردّ ما أخذوا من المال ، وفرح أكثر الناس بهذا فرحا عظيما ، ودعوا الله لابن أبي يعلى بإخلاص لأنه كان رجلا كريما.
٨٧٧١ ـ أبو القاسم بن يحيى أو ابن بحر
صحب أبا بكر محمّد بن سيد حمدويه المتعبد ، وحكى عنه.
حكى عنه صدقة بن علي أو ابن أبي يحيى.
قال [صدقة] سمعت أبا القاسم بن يحيى يقول : مشينا ... (٢) المعلم في بعض الطريق فلقيته امرأة وهي تبكي فقالت : يا معلم الله الله فيّ. فقال لها : ما لك عافاك الله ، قالت : شرب رومي البارحة وسكر وحلف بطلاقي. قال : قال : إن لم يغنّ لي ابن سيد حمدويه فأنت طالق ثلاثا ، وهو معي فدعاه المعلم ، فقالت : كيف حلفت ، فأعاد عليه نظير ما قالت المرأة ، فقال له المعلم فتتوب عن شرب الخمر ولا تعاودن إلى شيء من هذا. قال : نعم ، يا معلم ، فأنشأ المعلم يقول : .... (٣) في النرجس والآس.
__________________
(١) كذا رسمها في مختصر أبي شامة.
(٢) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
(٣) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.