كونتات نورماندي والفلاندرز ، أقاموا مخيما بالقرب من ذلك المكان أثناء الحصار ، كل هذا يأتي مؤيدا بأن هذه الكنيسة هي التي اكتشفت في عام (١٨٨١ م) عند النقطة المرقمة بالعلامة" ١" في الرسم التخطيطي. وفي هذا المكان وجدت آثار كثيرة من الواضح أنها لدير متصل بتلك الكنيسة. ومن الواضح أن دانيال يشير إلى تلك الكنيسة في رواياته ، وبالاقتراب من بيت المقدس بواسطة الطريق من الشمال (أ) سوف تكون الكنيسة على اليد اليسرى ، وقليلا قبل (أ) (د) (ب) وبعد (أ) (ج) (ب) وبعد المرور بها سوف ينعطف إلى اليمين ليصل إلى بوابة يافا ، والتي من خلالها كان الزوار والحجاج يدخلون إلى المدينة أثناء الاحتلال اللاتيني. وربما يقترح كحل ممكن بأن كنيسة يودكيا كانت عند أو قرب النقطة رقم (٤) على بعد رمية قوس من بوابة دمشق ، وعند ما دمرت هذه الكنيسة بين (٥٧٠ ـ ٦٧٠ م) أقيمت مجموعة جديدة من المباني عند نقطة (١) (١) والتي قربها أقام كونتات نورماندي مخميهم ، وأثناء الاحتلال الفرنجي الصليبي دمرت كنيسة جديدة قبل أن تحاصر المدينة من قبل المسلمين ، والتي كانت قد بنيت عند أو قرب النقطة (٤). ومن المؤسف أنه لم يكن هناك محاولة جادة للتنقيب والتأكد من موقع كنيسة القديس ستيفن العظيمة التي شيدتها يودكيا.
إن إشارة دانيال إلى الأرض الواقعة فوق مغارة إرميا" كجبل صخري منبسط" انشق ساعة صلب السيد المسيح واسم جهيناGhenna الذي يعطيه له ، هذه الاشارة لا يمكن أن تمر دون إبداء ملاحظة عليها. إن هذه الاشارة لم تذكر من قبل أي حاج آخر ويمكن أنها مستمدة من الاسم المحلي لذلك المكان ، " الهدهميةEl Heidhemieh " لقد اقترح بأن هذه الكلمة هي تحريف لاسم أدهمية المستخدم من قبل مجير الدين (٢) وأنها مستمدة من ضريح ابن أدهم Edhem (٣) : ولكن من المحتمل بأن اسم مجير الدين هو تحريف لكلمة الهدهمية والتي ربما تعود إلى الحفريات أو إلى سقوط سقوف (سطوح) المحاجر والتي فصلت مغارة إرميا عن الصخر إلى الجنوب.
والاسم جهيناGehenna يمكن مقارنته باسم الساهرةEs Sahira الذي اطلقه مجير الدين على الأرض المتاخمة لشرقي المغارة وللوادي الذي يجري عبر بركة إسرائيل نحو وادي قدرون ، وكان لهذا لمكان ارتباط بالموت والحساب طبقا لاعتقاد المسلمين ، وحسب الاعتقاد المحلي ربما كان هذا المكان تذكارا لذلك العهد الذي كان مقرا لتنفيذ الأحكام العامة في ذلك الموضع (٤).
__________________
(١) ربما كان هذا الموضع الذي يستقر فيه عمود الجلد بالسوط والذي ذكره انطونيوس في الفصل الخامس والعشرين. لكونه في منتصف الطريق ليس بعيدا عن المدينة.
(٢) كوندر Conder, Tent work in Palestine i. ٣٧٣; P. F. Q. S., ١٨٨١,. ١٠٢. لو أن أدهم دفن في المقبرة فوق مغارة ارميا فان هناك شك بإن يكون المكان استمد اسمه من ذلك ، ولكنه من غير العادة أن يسمى مكان مدفون فيه رجل نسبة إلى أبيه.
(٣) يبدو أن المقصود هنا هو أبو اليمن العليمي عبد الرحمن بن مجير الدين صاحب كتاب" الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل". وقد توفي هذا المؤلف سنة ٩٢٧ ه / ١٥٢١ م.
(٤).P.F.Q.S.,١٨٨١ ,١٠٢