.......................................................................................
________________________________________________
فعلى أي حال فإن قتلة الإمام الحسين عليهالسلام قد هتكوا حرمة نبيهم بقتله وسبي ذراريه ، واساؤوا الصنع فيهم بما لم يسبق له مثيل في التاريخ مع ما اكد النبي صلىاللهعليهوآله في حقهم من الوصيّة بحبهم وودهم حتى جعل ذلك اجراً على خدماته لهم كما قال تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (١) وفي الحديث عن ابن عباس قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت مودتهم ؟ قال صلىاللهعليهوآله : علي وفاطمة وولداها (٢) .
فليت شعري ماذا كانوا يصنعون لو أمرهم ببغض العترة ونصب العداوة لهم ولنعم ما قيل :
قد أبدلوا الودّ في القربى ببغضهم |
|
كأنما ودّهم في الذكر بغضاء |
ثم ان جواز اللعن عندنا مما لا شك فيه بل وجوب لعن قتلة الحسين عليهالسلام والعترة الطاهرة ، وقد دل عليه الكتاب والسنة المتواترة والاجماع من الامامية ودل عليه العقل السليم ، والعجب ممن أنكر هذا الحكم مع وضوحه وهم شرذمة من المخالفين فزعموا أن المسلم لا يجوز لعنه مطلقاً وان يزيد واضرابه من ظالمي آل محمد صلىاللهعليهوآله كانوا مسلمين .
فقد حكى ابن الجوزي عن جده عن القاضي ابي يعلى باسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل قال : قلت لأبي : ان قوماً ينسبوننا إلى توالي يزيد ؟ فقال : يا بني وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله ؟
فقلت : فلمَ لا نلعنه ؟ فقال : وما رأيتني لعنتُ شيئاً ، يا بني لم لا تلعن من لعنه الله في كتابه ؟ فقلت : وأين لعن الله يزيد في كتابه ؟ فقال :
__________________
(١) سورة الشورى : ٢٣ .
(٢) السيوطي في الدر المنثور ٦ : ٧ .