.......................................................................................
________________________________________________
لمَ فعل الله ذلك ، وكذلك الإمامة وهي خلافة الله عزّ وجل وليس لأحد أن يقول : لمَ جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن ، لأنّ الله عزّ وجل حكيم في أفعاله : ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) (١) .
كلمةُ التقوى : والمراد بكلمة التقوى يحتمل وجوهاً :
منها : إنّها الإيمان فكونهم كلمة التقوى ، لكون ولايتهم مشروطة في تحقّقه ، كما في زيارة الجامعة : « وبموالاتكم تمّت الكلمة وعظمت النعمة » .
ومنها : إنّه كلمة لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، ولا شكّ أنّ ترتّب الآثار على هذه الكلمة موقوف على الإقرار بإمامتهم ، والإذعان بولايتهم فهذا جار مجرى قول أمير المؤمنين عليهالسلام من خطبة له : « أنا صلاة المؤمنين ، وصيامهم ، وزكاتهم ، وحجّهم » (٢) ، يعني أنّ هذه الأعمال لا تقبل ولا تصحّ إلّا بولايتي ، وحديث الرضا عليهالسلام في نيسابور معروف وفي آخره « لا إله الله حصني ومن دخله أمن من عذابي فقالوا : حسبنا يابن رسول الله ، فلمّا رجعوا قال لهم : لكن بشروطها وأنا من شروطها » (٣) .
ومنها : إنه العهد الذي عهده الله في عليّ عليهالسلام وذريّته ، وفي الحديث في معنى كلمة التقوى عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : « إنّ عليّاً عليهالسلام راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين ، من أحبّه أحبّني ، ومن أطاعه أطاعني » (٤) .
__________________
(١) سورة الأنبياء : ٢٣ . |
(٢) مشارق أنوار اليقين . |
(٣) راجع التوحيد للشيخ الصدوق باب ثواب الموحّدين : ٢٥ ، الحديث ٢٣ .
(٤) أخرجها الصدوق في معاني الأخبار : ١٢٦ ، الحديث ١ ، ط . بيروت الأعلمي .