.......................................................................................
________________________________________________
أقول : فكيف كان فإن الله تعالى أعطى الإمام الحسين عليهالسلام السعادة في الدنيا حيث رفع اسمه ونصبت له المأتم في كل مكان وإلى قيام القيامة ، رغم الجهد الذي صدر من اعدائه في طمس ذكره ، ولكن الله تعالى رفع ذكره هذا في هذه النشأة ، وناهيك ما أعدّ له تعالى في النشأة الآخرة ويكفيك في ذلك أن حساب الخلائق قبل يوم القيامة بيده عليهالسلام كما في الخبر .
بل أكثر من ذلك فإن السعادة التي حباها الله تعالى إياه لم تختص به بل تشمل كل من والاه ووالا أهل البيت عليهمالسلام وعاد أعدائه وأعداء أهل البيت عليهمالسلام ، لأنه بولائهم للحسين عليهالسلام تكفّر عنهم عظائم الذنوب لأن المحب والموالي لهم يُوفّق للصواب في اعتقاداته ، وعلومه ، وأفعاله ، وأقواله ، وأعماله ، وهذا بخلاف غيرهم كما نرى ذلك منهم .
وثانياً : يبصره الله عيوب نفسه ، فيشتغل باصلاحها وينصرف عن عيوب غيره لما يرى من عيوبه ماقتاً لنفسه ، ويرى نفسه مقصراً في طاعة ربه ، وهذه أحوال العباد والمؤمنين العارفين وقد رزقها الله تعالى لمحب الحسين وأهل البيت عليهمالسلام .
وثالثاً : أن الله تعالى يرزقه الحياة الطيبة المشار إليها بقوله : ( فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) (١) المفسرة بالقنوع والقناعة .
ففي « الفقيه » عن أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث : « ولقد سمعت حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لو أن المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض ، لكان الموت كفارة لتلك الذنوب ، ثم قال : من قال لا إله إلّا الله باخلاص فهو بريء من الشرك ، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ثم تلا هذه الآية
__________________
(١) سورة النحل : ٩٧ .