مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (٣٢ : ١٠)(١) ، وقرن كل نفس بما تجانسه وتقارنه في عقيدة الإيمان وعمل الإيمان من السابقين وأصحاب اليمين ، أو ما تشاركه في تركهما من أصحاب الشمال : (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً. فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ. وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ. وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (٥٦ : ٣ ـ ٧) (٢) ، وقرن كل تابع بمتبوعه وكل مأموم بإمامه : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ) (٣٧ : ٢٢) (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً. وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (١٧ : ٧١ ـ ٧٢. وقرن كل ساع بسعيه : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) وقرن المؤمنين بالمؤمنات والحوريات في الزواج ، وغير ذلك من التشكيلات المتجانسة ، عدلا في كل مجالاته ، إذ ليس الملك هناك إلا لله الواحد القهار ، دون الحياة الدنيا التي يقرن فيها الشيء بضده أو نقيضه.
(وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ. بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) :
الموؤودة من «وأد» * مقلوب «آد» : أثقل ، فهي المثقلة وكما توحي إليه آية الكرسي (وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما) : لا يثقله ويتعبه ثقل السماوات والأرض ،
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٣١٩ عن ابن عباس : «ترسل الأرواح فتزوج الأجساد فذلك قول الله : وإذا النفوس زوجت» ومثله عن أبي العالية والشعبي.
(٢) في الدر المنثور ٦ : ٣١٩ ، أخرج ابن مردويه عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله (ص) يقول : «وإذا النفوس زوجت : هما الرجلان يعملان العمل يدخلان الجنة والنار». أقول : وهو تزويج كل إنسان بعمله أي قرنه به ، وفيه أخرج الفراء عن عكرمة في الآية قال : يقرن الرجل في الجنة بقرينه الصالح في الدنيا ويقرن الذي كان يعمل السوء في الدنيا بقرينه الذي كان يعينه في النار.