(وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) :
لقد اتهموه ـ فيما اتهموه ـ بالجنون ، لا المشركون فحسب ، بل وأهل الكتاب أيضا ، وهم يعلمون أنه صاحب وحي وإلهام كما التوراة تشير :
ففي الأصل العبراني من «كتاب هوشع ٩ : ٥ ـ ٩» :
(مه تعسو ليّوم موعد وليّوم حك ادوناي ٥ كي هنيّه هالخو ميشود ميصرييم تقبصم موف تقبرم محمّد لكسفام قيموش ييراشم حوح باهاليهم ٦ بائوا يمّي هفقوداه بائوا يمّي هشّلوم يدعو ييسرائل إويل هنابئ مشوكاع إيش هاروح عل رب عونحا وربّاه مسطماه ٧ صوفّه إفرييم عم إلوهاي نابىء فح ياقوش عل كال دراخايو مسطماه ببيت إلوهايو ٨ هعميقوا شيحمطو كيم هكيبعاه ييزكور عونام ييفقود هطوتام ٩) :
أي : «ما ذا تصنعون يوم الاحتفال ويوم عيد الرب ٥ ها إنهم يرتحلون لأجل الخراب ، فمصر تجمعهم وموف تدفنهم و «محمد» * لفضتهم والقرّاص يرثهم والعوسج يستولي على أخبيتهم ٦ تأتي أيام التمييز ، تأتي أيام الجزاء ، سيعلم إسرائيل : ـ
أن النبي السفيه ورجل الروح مجنون لكثرة إثمك وشدة الحنق ٧ إن النبي رقيب ، أفرأيتم عند إلهي قد صار فخ صيّاد على جميع طرقه وحنقا في بيت إلهه ٨ لقد توغّلوا في الإفساد كما في أيام جبعة فهو يذكر إثمهم ويفتقد خطاياهم ٩» (١).
هذه الآيات المبشرة بسيدنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم تندد باليهود الذين اتهموه بالجنون
__________________
(١) تفسير هذه الآيات إلى كتابنا «رسول الإسلام في الكتب السماوية» ص ٧٣ ـ ٧٩.