الرسول الأقدس صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي عليه السّلام : يا علي! من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم ، فقال علي صلّى الله عليه وآله وسلّم : لغير الله؟ قال : نعم والله صيانة لنفسه فيشكره الله تعالى على ذلك (١).
فالرحيق (خمر الجنة) كما أزيل عنها اسم الخمر ، كذلك أوصافها بما وصفت بصفات طيبة هي «مختوم ختامه مسك ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون».
(رَحِيقٍ مَخْتُومٍ) : فالرحيق المختوم ، وكل طعام وشراب مختوم ، إنه أصلح للشرب والتناول لسلامته عن تصرف الهواء وتدخل الجراثيم ، فإنه مختوم عن التفاعلات الخارجية وتأثيراتها.
ثم هي مختومة في الخيرات كما هي مختومة عن الشرور ، لا خير إلا وقد جعله الله فيها ، ولا شر إلّا أنها مختومة عنها ، رحيق مختوم عما يرهق من أضرار ومختوم فيما يرغب فيه الأبرار.
هذه الخمرة هي أشرف أصناف الخمر في الجنة ، ولأنها مختومة بالمعنيين وليست كذلك خمر النهر (وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ) وأن لها مزاجا من عين المقرّبين من تسنيم.
فهذه معدّة في أوانيها مقفلة مختومة تفضّ عند الشراب ، فما هو ختامها؟
(خِتامُهُ مِسْكٌ) :
ختم بالمسك ، دون الوحل المختوم به خمر الدنيا ، وختامه : عاقبته ، مسك عطر في الروح وعطر في العقل وعطر في الجسم ، كما أن بدايته مسك ،
__________________
(١). نور الثقلين ٥ : ٥٣٤ من لا يحضره الفقيه عنه (ص) والقمي عن الصادق (ع) مثله.