٢ ـ وجدك ضالة الناس ، وكما الحكمة ضالة المؤمن ، فما كانوا يعرفونك ، فهداهم إليك بما أرسلك برسالة الإسلام.
٣ ـ وجدك ضالا : فريدا في الناس ، كما الشجرة في الفلاة تسمى ضالة ، ولقد كانت أرض الجزيرة قاحلة لا ماء فيها ولا كلأ ، بلا شجرة إنسانية تحمل ثمار العلم والإيمان ، وأنت الشجرة الطيبة الضالة في هذه المغارة ، فهدى الناس إليك (١).
٤ ـ وجدك ضالا عن المعرفة حينما ولدت فهداك الله بالغزير منها ، ثم بعد ما فطمت أيدك بأعظم ملائكته ، إلى أن ابتعثك رسولا إلى العالمين ، وهنا وجوه أخرى (٢).
هذا ـ رغم جماعة من المبشرين والمستشرقين الضالين الذين يحاولون ليثبتوا الضلال عن الدين ـ قبل الرسالة ـ على الرسول الصادق الأمين.
__________________
(١) كما في البرهان ٤ : ٤٧٣ عن الامام الرضا (ع) في مجلس المأمون ، وفي نور الثقلين ٥ : ٥٩٦ عن الإمامين الصادق والرضا (ع) كما يأتي.
(٢) ولقد ضل عن الطريق مرات عدة فهداه الله إلى نجده كما يقول : ضللت عن جدي عبد المطلب وأنا صبي ضائع كاد الجوع يقتلني فهداني الله ، وكان يقول جدي : يا رب رد ولدي محمدا أردده ربي واصطنع عندي يدا ، فما زال يردد هذا البيت حتى أتاه ابو جهل على ناقة وبين يديه محمد (ص) وهو يقول : ما ادري ماذا نرى من ابنك! فقال عبد المطلب ولم؟ قال : اني أنخت الناقة وأركبته من خلفي فأبت الناقة ان تقوم ، فلما أركبته أمامي قامت الناقة كأن الناقة تقول : يا أحمق هو الامام فكيف يكون خلف المقتدي ، قال ابن عباس : رده الله الى جده بيد عدوه كما فعل بموسى عليه السّلام.
وخرج مع غلام خديجة ميسرة ، فأخذ الغلام بزمام بعيره حتى ضل عن الطريق ، فهداه الله بجبرائيل ان جاء بصورة آدمي فهداه إلى القافلة.
وابو طالب خرج به إلى الشام فضل عن الطريق فهداه الله إلى القافلة.