(وَطُورِ سِينِينَ) :
(طور) مذكور في القرآن تسع مرات ، تارة كمعجزة إرهابية إذ رفعت : (٢ : ٦٣) ، وأخرى كمنزل الوحي على موسى عليه السّلام : (١٩ : ٥٢) ، وثالثة كموعد لبني إسرائيل ، ورابعة قسما بها وكتاب مسطور : (٥٢ : ١) وعلّه توراة موسى عليه السّلام مما يدل على بالغ الأهمية لهذا المكان المنيف ، فهو هنا يحمل إشارة إلى منزل من أهم منازل الوحي وأكرمها .. والأصل العبراني في سينين هو سيني ، عرّب بإضافة النون هنا ، وبالألف الممدود تارة أخرى : (طُورِ سَيْناءَ).
(وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) :
إن كون السورة مكية ، تجعل «هذا» |
|
إشارة إلى مكة المكرمة ، |
وكذلك وصفها بالأمين ، فلا أمين تكوينيا وتشريعيا كمكة المكرمة ، وكما في دعاء إبراهيم : (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً) وبما أنها منزل الوحي الأخير على الرسول البشير النذير ، فهي ـ إذا ـ أم القرى ، طول التاريخ وعرضه ، فرسولها إمام الرسل ، ورسالتها خاتمة الرسالات ، وهي أول بيت وضع للناس ، وإن كان آخرها وحيا (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ، وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (٣ : ٩٧).
فكما أن هذين البلدين أهم منازل الوحي ومصادر الرسالات ، كذلك روح الإنسان فقد خلقت في أحسن تقويم روحاني ، فالإنسان يجزيه مخلوق في أحسن تقويم.
ومن لطيف الأمر أن التين والزيتون ـ بما هما الفاكهتان ـ يحملان إشارة لطيفة إلى بلادهما التي هي أصول بلاد الوحي ، وكما عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم : «إن