(اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) :
إن نعمة العلم بعد الخلق تحتل المنزلة الأولى بين النعم ، وكما أنه تعالى أحسن الخالقين في خلق الإنسان ، كذلك هو الأكرم في تعليمه ، وكما أن الإنسان علق بربه في كيان الخلق ، كذلك في انسانيته القائمة على العلم ، فكافة علوم الإنسان
__________________
ـ ليس هناك إلا الخلق العجيب لكل واحدة منها ، حيث خلق الله لها رأسا مكورا له عنق لولبي وذنب طويل يضرب به الماء ويتبلط ، وجعل هذا الذيل معقودا بأنشوطة لينفك عنه إذ دخل إلى البيضة!.
فكر واحد من هؤلاء الذكور الكروموزومية كان اسرع وأقوى في هذا السباق ، سبق مناوئيه إلى جدار البيضة العذراء ، فيضرب برأسه الجدار بغية دخول الدار ، من باب الجاذبية (Coneduttuaction) فإذا دخل أغلقت العذراء بابها ، وقطعت جذبها وأحصنت فرجها ، وصدت الملائين الآخرين من الخطاب الآخرين ليموتوا حزنا ، أو يحيوا خداما لزميلهم السابق ، ولكي يخلق جنينا كاملا!.
فهكذا تتكون النطفة الأمشاج في بداية مشجها ، ثم هناك أمشاج أخرى نبحث عنها في آية الأمشاج ، وإليكم منها اشارة :
ان الرحم ـ البيت الزوجي ـ مضياف كريم ، يستعد كل شهر لاستقبال العروسين وايواءهما وإطعامهما ، فتنفتح خلايا غشاءه المخاطي ، ونتسع الشعيرات الدموية ، وتنشط الغدد ، فإذا تم الزواج استقبل لزوجين على الرحب والسعة ، وان تعرقل الزواج بسبب من الأسباب تميز غيظا وتمزق أسفا وبكى على البيضة الميتة دما غزيرا. ان الزواج بعد لا يكاد يتم حتى يبدأ العمل المشترك في بناء الإنسان الجديد. فيمشج الشريكان ، كل ما عنده بما عند الآخر من عناصر التخطيط : (الكروموزومات) ، وما فيها من الخلق المخلقة : (الجينات) التي خطتها وخلقتها يد القدرة الإلهية بأقلام الإرث المنحدر عبر الأجيال ، من الجدود والآباء الى الأبناء وأبناء الأبناء :
وأقل الأمشاج ثلاثة : مشج النطفتين قبل الزواج ، ومشجهما بالزواج في البوق ، ومشج الشريكين كل ما عنده ، فالنطفة على وحدتها أمشاج ، كما الماء الدافق من الصلب والترائب واحد ، وسوف نأتي بتفاصيل لخلق الإنسان في طيات الآيات المناسبة.