كعصر النبي الأقدس صلّى الله عليه وآله وسلّم عصر طلوع الإسلام من أفق الجزيرة إلى الآفاق ، وقد يؤيده إقسام الله بعمر النبي تارة وببلده أخرى ، فأحرى له أن يقسم بعصره المشعشع المجيد.
وظهورا تاما وتحقيقا عاما للرسالة المقدسة المحمدية : عصر القائم محمد بن الحسن المهدي عليه السّلام (١) ، عصر الكفاع التربوي بكامله ، ضد عناصر الخسران وأواصره (٢).
قسما بدوافع الخسران وروافعه أن واقع الخسر لا ينكر ، ويجب أن يتحذّر.
(إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) :
تأكيدات ثلاث تستغرق الإنسان في يمّ متلاطم من الخسر (٣) ، تحت ضغوط نفسية وخارجية ، لا تسمح وتفسح له المجال أن يمشي على صراط مستقيم.
إن الإنسان ـ أيا كان ـ هو بطبعه ، تحت ضغوط دوافع الخسران ، إنه لفي خسر : غريق تضطرب به أمواج الحياة ، وتضطرب به إلى أعماق بعيدة من خسران الحياة ومعطياة الحياة : يخسر نفسه وحياته ، يخسر عقله وماله وولده ، يخسر كل وسائل التقدم في حياة الإنسان ، متذرعا بها إلى حياة الحيوان ، وإلى أسفل سافلين .. وإذا كان الإنسان في واقع الخسر ، فهل يعاقب إذا على خسره ، أو هل من مفر ومنجى؟ ومن هم الناجون؟ الجواب:
__________________
(١) نور الثقلين ج ٥ ص ٦٦٦ ح ٥ عن الامام الصادق (ع).
(٢) واعتبارا بلام الجنس في «العصر» وعدم ظهور عهد يخصه بعهد خاص من هذه العصور فقاعدة البلاغة تحتم تعميمه لكل عصر.
(٣) تأكيدات مستفادة من «إن» * و «ل» * في لفي و «في» * الدالة على أنه غريق الخسر.