فهذه صراحة في الآيات لا مرية فيها ، أن ذلك الدمار لأصحاب الفيل كان من قاذفات الطير الأبابيل بحجارة من سجيل ، فلا يصغى إلى تأويلات المتضايقين من خوارق العادات ، الذين يكرسون كافة طاقاتهم لتأويل أمثال هذه الآيات إلى غير تأويلها.
هكذا فليكن الحفاظ الرباني على بيته العتيق ، أنه يمنع أهل الكتاب الحبش أن يحطموا بيته الحرام ، حتى حين إذ يدنسه الشرك ، والمشركون هم سدنته ، وليبق هذا البيت عتيقا من سلطان المتسلطين ، مصونا من كيد الكائدين ، كما كان عتيقا منذ خلق وعمر ، لم تسيطر عليها أيدي الأرض ، وليحافظ على حريتها وانعتاقها حتى تثبت فيها العقيدة الجديدة حرة مطلقة.
وإننا نستبشر بهذا الحادث العظيم ، ذي الدلالة البعيدة العميقة ، نستبشر إزاء ما نعيشه من أطماع توسعية ما كرة ترف حول الأماكن المقدسة ، من الصليبية ، والصهيونية العالميتين.