هنا حسمت الآيتان اقتراح الشرك المنفصل «تعبد آلهتنا سنة ، نعبد إلهك سنة».
ثم الأخيرتان حسمتا اقتراح الشرك المتصل أيضا :
(وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) .. لست بالذي يعبد كعبادتكم ... (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) كذلك لستم ممن يعبد كعبادتي ، تتركون آلهتكم وتعبدون ربي موحدين .. وحتى في حين تعبدون ربي سنة كما تزعمون ، أو حين تجمعون بين العبادتين وأحرى ، إذا (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) ...
وهكذا يدرس المسلم القرآن ، كيف يجب عليه الصمود في الإيمان دون أن ينسحب عنه كثيرا أو قليلا بغية إيمان الكافرين ، فعليه أن يقاوم الكافرين ، لا أن يساومهم ويتنازل عن إيمانه.
فإذا سمع ممن تعوّد على بيوت القمار والدعارة ، شاركنا ليلة هكذا وعلينا التكليف ، ثم نشاركك في عبادة الله .. فاعرف أنه داعية الضلال ، وإلا فلما ذا يقدم لك الضلال ، فهل في ضلالك دافع أن يهتدي هو؟ كلا! إن هذا إلا مكر يمكرونه.
فالجواب إذا ، لا أشارككم في معصية ربي ، ولا تشاركوني في عبادته ، (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) .. لكم شهواتكم ولي عباداتي ، لكم الراقصات ولي الصلوات ، لكم الدعارات ولي العبادات ، وفي آخر المطاف لكم جحيم النار ولي الجنة التي وعدها المتقون الأبرار.
ومن الشياطين من يخفف الوطأة في المماكرة ، يشاركونك في الخير فترة من الزمن كأنهم من المؤمنين ، ثم يتركونك إلى ضلالهم القديم كأنهم فتشوا هنا ولم يجدوا خيرا فانتقلوا إلى ما كانوا ، ثم يحاولون أن تشاركوهم فيما هم : (وَقالَتْ طائِفَةٌ