فيها بعض الحجارة التي أخرجت من الكعبة زمن عبد الله بن الزبير رضياللهعنه. ويقال : إن البيت الذي (١) كانت فيه تلك الحجارة كان بيتا لعبد الله بن الزبير رضياللهعنه ، وبناء الحجاج للبيت المعظم كان في السنة التي قتل فيها عبد الله بن الزبير رضياللهعنه ، وهي سنة ثلاث وسبعين. انتهى حلبي (٢).
وفي شفاء الغرام (٣) : كان بناء الحجاج للبيت الحرام سنة أربع وسبعين على ما ذكره ابن الأثير (٤).
ولما حج عبد الملك بن مروان ـ أي : وذلك في سنة خمس وسبعين ـ قال له الحارث : إني أشهد لابن الزبير بالحديث الذي سمعه من خالته عائشة رضياللهعنها ، قال : أنت سمعته منها؟ قال : نعم ، فجعل ينكت ـ هي بالمثناة فوق ـ بقضيب كان في يده الأرض ساعة ، ثم قال : وددت أني كنت تركته ـ يعني : بناء ابن الزبير ـ وما تحمل.
وفي رواية : أن عبد الملك كتب إلى الحجاج : وددت أنك تركت ابن الزبير وما تحمل ، وهو الموافق لما في تاريخ الأزرقي (٥) : أن الحارث وفد على عبد الملك في خلافته فقال له عبد الملك : ما أظن أن أبا خبيب ـ يعني : ابن الزبير ـ سمع من عائشة رضياللهعنهما ما كان يزعم أنه سمع منها في بناء الكعبة ، فقال الحارث : إني سمعته منها ، [قال عبد الملك : أنت
__________________
(١) في الأصل : التي. والصواب ما أثبتناه.
(٢) السيرة الحلبية (١ / ٢٨٣).
(٣) شفاء الغرام (١ / ١٨٩ ـ ١٩٠).
(٤) اللباب في تهذيب الأنساب (٤ / ٢٩).
(٥) الأزرقي (١ / ٣١١).