وعن نوفل بن معاوية الديلي قال : رأيت المقام في عهد عبد المطلب مثل المهاة ، والمهاة : خرزة بيضاء. انتهى (١). ذكره القرشي (٢).
وأما موضعه زمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام وزمن الجاهلية وزمن النبي صلىاللهعليهوسلم وأبي بكر وعمر رضياللهعنهما ومن رده إلى محله الذي هو به الآن هل النبي صلىاللهعليهوسلم أو عمر رضياللهعنه؟ فقد اختلف في ذلك ، ذكر شيخنا في حاشيته على توضيح المناسك ولفظه : قوله : يصلي خلف المقام أي : الحجر الذي أنزل من الجنة فقام عليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام عند بناء الكعبة لما أمر به ، وأري سحابة على قدرها ، فكان الحجر يقصر به إلى أن يتناول الآلة من إسماعيل صلىاللهعليهوسلم ، ثم يطول إلى أن يضعها ، ثم بقي مع طول الزمن وكثرة الأعداء بجانب باب الكعبة ، حتى وضعه صلىاللهعليهوسلم بمحله الآن على الأصح من اضطراب في ذلك ، ولما صلى صلىاللهعليهوسلم خلفه [ركعتي](٣) الطواف قرأ : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) [البقرة : ١٢٥] وقيل : قام عليه سيدنا إبراهيم حين أمره الله تعالى بالأذان ، وقيل : وقف عليه حين غسلت له زوجة إسماعيل عليهالسلام. انتهى كلامه.
وذكر القرشي (٤) : أنه كان في عهد النبي صلىاللهعليهوسلم ملصقا بالبيت.
روى الأزرقي (٥) عن المطلب ابن أبي وداعة السهمي قال : كانت
__________________
(١) أخرجه الأزرقي (٢ / ٣٠) ، والفاكهي (١ / ٤٤٢ ح ٩٦٥). وذكره ابن حجر في الإصابة (٦ / ٤٨١) وعزاه للفاكهي ، وذكره السيوطي في الدر المنثور (١ / ٢٩٢) ، وعزاه إلى الأزرقي.
(٢) البحر العميق (٣ / ٢٧١).
(٣) في الأصل : ركعتين.
(٤) البحر العميق (٣ / ٢٧٢).
(٥) أخرجه الأزرقي (٢ / ٣٣ ـ ٣٤).