السيول تدخل المسجد الحرام من باب بني شيبة قبل أن يردم عمر بن الخطاب رضياللهعنه الردم الأعلى ، وكان يقال لهذا الباب باب [السيل](١) ، وكانت السيول ربما رفعت المقام عن موضعه [وربما نحّته إلى](٢) وجه الكعبة حتى جاء سيل أم نهشل ، وسمي بذلك لأنه ذهب بأم نهشل بنت [عبيدة](٣) فماتت فيه. فاحتمل المقام من موضعه هذا فذهب به حتى وجد بأسفل مكة ، فأتي به وربط في أستار الكعبة في وجهها ، وكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب رضياللهعنه فأقبل عمر فزعا [فدخل](٤) بعمرة في شهر رمضان وقد [غبي](٥) موضعه وعفاه السيل ، فدعا عمر بن الخطاب رضياللهعنه بالناس ، وقال : أنشد الله [عبدا](٦) عنده علم في هذا المقام أين موضعه ، فقال المطلب ابن أبي وداعة : عندي ذلك. فقد كنت خشيت عليه هذا ، فأخذت قدره من موضعه إلى الركن ، ومن موضعه إلى باب الحجر ومن موضعه إلى زمزم بمقاط (٧) ، وهو عندي في البيت. فقال عمر رضياللهعنه : اجلس عندي ، وأرسل إليها. فأتى بها فمدها فوجدها مستوية [إلى](٨) موضعه هذا ، فسأل الناس وشاورهم ،
__________________
(١) في الأصل : السهل. والتصويب من الأزرقي (٢ / ٣٣).
(٢) في الأصل : وإلى. والمثبت من الأزرقي ، الموضع السابق.
(٣) في الأصل : عبيد. والتصويب من الأزرقي ، الموضع السابق. وانظر : (الإصابة ٨ / ٣١٦ ، وتهذيب الأسماء ٣ / ٣٣١).
(٤) قوله : فدخل ، زيادة من الأزرقي ، الموضع السابق ، والبحر العميق (٣ / ٢٧١).
(٥) في الأصل : غير. والتصويب من الأزرقي والبحر العميق ، انظر الموضعين السابقين.
وغبي : بمعنى خفي (اللسان ، مادة : غبا).
(٦) في الأصل : أعبدا. والتصويب من الأزرقي (٢ / ٣٣).
(٧) المقاط : حبل صغير يكاد يقوم من شدة فتله ، وقيل : الحبل الصغير الشديد الفتل (لسان العرب ، مادة : مقط).
(٨) في الأصل : أي. والتصويب من : الأزرقي (٢ / ٣٤) ، والبحر العميق (٣ / ٢٧١).