الله ـ بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وأنه من خيار المسلمين ، دفع له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولابن عمه عثمان بن طلحة بن أبي طلحة [مفتاح الكعبة](١) وقال : «خذوها خالدة مخلّدة تالدة إلى يوم القيامة ، يا بني أبي طلحة! لا يأخذها منكم إلا ظالم».
وهو جد هؤلاء بني شيبة ، الذين يلون حجابة البيت ، الذين بأيديهم مفتاح الكعبة إلى يومنا هذا.
وفي طبقات ابن سعد عن عثمان بن طلحة قال : وكنا نفتح الكعبة في الجاهلية يوم الاثنين والخميس فأقبل النبي صلىاللهعليهوسلم يوما يريد أن يدخل الكعبة مع الناس فأغلظت له ونلت منه فحلم عني ، ثم قال : «يا عثمان لعلك ترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت» ، فقلت له : لقد هلكت قريش يومئذ وذلت فقال صلىاللهعليهوسلم : «بل عمرت وعزت يومئذ» ، ودخل الكعبة فوقعت كلمته مني موقعا ظننت أن الأمر يومئذ سيصير إلى ما قال. فلما كان يوم الفتح قال : «يا عثمان ائتني بالمفتاح» فأتيته به وذلك بعد امتناع أمي ، وقال : خذه يا رسول الله بأمانة الله ، ودخل النبي صلىاللهعليهوسلم هو وعثمان بن طلحة وبلال وأسامة بن زيد ... الحديث في الموطأ (٢).
وطلب العباس عم النبي صلىاللهعليهوسلم أن يدفع له المفتاح ، فأنزل الله الآية ، فدفع النبي صلىاللهعليهوسلم المفتاح إلى عثمان بن طلحة وقال : «خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة» ، معنى كل منها : مقيمة ، كما في القاموس وغيره (٣) ، فالثاني تأكيد للأول حسنه اختلاف اللفظ.
__________________
(١) زيادة من أسد الغابة (٢ / ٣٨٣).
(٢) موطأ مالك (١ / ٣٩٨).
(٣) القاموس المحيط ، مادة : خلد ، تلد.