على الشروع في هدم ما يجب هدمه إلى أن [يوصل إلى](١) الأساس ، فبدأ بالهدم من جهة باب السلام في منتصف ربيع الأول سنة تسعمائة وثمانين ، وأخذت [المعاول](٢) تعمل في رؤوس شرفات المسجد وطبطابه (٣) الذي على سقفه إلى أن ينكشف السقف فينزلوا أخشابه إلى الأرض ، ويجتمع في صحن المسجد وينظف عما نقض من البناء وأتربته ، ويحمل على الدواب إلى أسفل مكة ، ثم [تمال](٤) أساطين الرخام إلى أن ينزلوها برفق ، واستمروا على هذا العمل إلى أن [نظفوا](٥) وجه الأرض من باب السلام إلى باب علي وهو الجانب الشرقي ، ثم كشفوا عن أساسه فوجدوه مختلا فأخرجوا الأساس جميعه ، وكان جدارا عريضا نازلا في الأرض على هيئة بيوت رقعة الشطرنج ، وكان موضع [تقاطع](٦) الجدارين على وجه الأرض قاعدة تركب الأسطوانة على تلك القاعدة.
فشرعوا أولا في وضع الأساس على وجه الإحكام والإتقان من جانب باب السلام ، وكان ذلك الوضع ابتداءه لستّ مضين من جماد الأول سنة [ثلاث](٧) وثمانين وتسعمائة.
واجتمعت من أهالي مكة في ذلك اليوم من الأشراف والعلماء والصالحين والفقراء ، وباشروا من ذلك العمل شيئا تبركا ، وقرئت الفواتح
__________________
(١) في الأصل : يوصلوا. والتصويب من الإعلام (ص : ٣٩١).
(٢) في الأصل : المعاويل. والتصويب من المرجع السابق (ص : ٣٩٤).
(٣) الطبطاب : الأخشاب العريضة (لسان العرب ، مادة : طبب).
(٤) في الأصل : تقام. والتصويب من المرجع السابق.
(٥) في الأصل : نضفوا. والتصويب من المرجع السابق.
(٦) قوله : تقاطع ، زيادة من الإعلام (ص : ٣٩٤).
(٧) في الأصل : ثلاثة.