والزينة ، [وهي](١) : أن أساطين الرخام [التي](٢) كانت بالمسجد الحرام لم تف بجوانبه الأربع ؛ لأن الجانب الغربي احترقت أساطينه في أيام [الجراكسة](٣) كما تقدم.
وبإدخال هذه الدعائم كانت كلها على نسق واحد ؛ لأن كل ثلاثة أساطين من الرخام بينهما دعامة واحدة من الحجر الصوان والشميسي وذلك في غالب الأروقة من الجوانب الأربعة ، فلما كمل الجانبين من المسجد الحرام ـ وهي الجهة الشرقية والجهة الشمالية ـ [جاء](٤) خبر وفاة السلطان سليم خان ، عليه سحائب المغفرة والرضوان.
ثم تولى بعده السلطان مراد خان عليه سحائب المغفرة والرضوان ، فأول ما بدأ به أن برز الأمر الشريف إلى الأمير أحمد بيك ، والشيخ حسين ، والمعمار في إنجاز بقية إكمال المسجد الحرام على ما كانوا عليه من العمل السابق ، وكان قبل وصول الأمر جاء سيل عظيم سنة [ثلاث](٥) وثمانين وكانت ليلة الأربعاء عاشر جماد الأول حتى بلغ المطاف ، ووصل إلى قفل البيت الشريف ، وبقي الماء [يوما](٦) وليلة لموجب الطين والتراب الكائن بسبب عمارة المسجد ، وتعطلت الجماعة سبعة أوقات ، فبادر الناظر وشريف مكة والقاضي حسين والمعمار والفقهاء والأعيان إلى تنظيف الحرم
__________________
(١) في الأصل : وهو. والتصويب من الإعلام ، الموضع السابق.
(٢) في الأصل : الذي.
(٣) في الأصل : الجراسكة. والتصويب من الإعلام (ص : ٣٩٥).
(٤) في الأصل : فجاء.
(٥) في الأصل : ثلاثة.
(٦) في الأصل : يوم.