وتعطلت صلاة الجماعة خمسة أوقات ، ولم يصلّ في الحرم في ذلك اليوم أحد إلا أناس صلّوا صلاة العصر على دكة باب الزيادة ، وطاف بعض الناس [سباحة](١) في ذلك اليوم ، وانحبس الشيخ عبد الرحمن الريس فوق قبة زمزم ذلك اليوم ، وغرقت ناس كثيرة في الحرم ؛ لأن السيل دخل الحرم دفعة واحدة ، وكذلك غرقت ناس كثيرة خارج الحرم ، وحصر الذين ماتوا في السيل فكانوا فوق العشرين ، وجرّ بعض البيوت التي على طريقه ، فبعد ذلك ورد الأمر من الدولة العلية وكان إذ ذاك مولانا السلطان عبد العزيز خان بإصلاح الحرم الشريف ، والنظر في ذلك لحضرة مولانا وسيدنا حامي حماية بلد الله الحرام ومدينة جدة سيد الأنام حضرة الشريف عبد الله بن المرحوم سيدنا الشريف محمد بن عون وإلى شيخ الحرم الحاج أحمد عزت باشا ، فعند وصول الأمر شرعوا في تعميره ، فأخرج جميع ما في الرواقات من الطبطاب القديم ، وكذا المماشي وحاشية المطاف ، وعوضوا ذلك بطبطاب جديد ، ولم يعمر مثل هذه العمارة منذ بني الحرم ، وإنما كانوا [قبل ذلك](٢) يصلحون ما تقلع من الطبطاب وفي أقل مدة يتقلع.
وأما هذه العمارة فأتقنوها غاية الإتقان جزاهم الله خيرا ، وكان ابتداء الشروع في العمل في ثمانية وعشرين من جماد الآخر سنة ألف ومائتين [وتسع](٣) وسبعين ، وأتموا العمل [في](٤) غاية ذي الحجة من التاريخ. انتهى.
__________________
(١) في الأصل : سباحا.
(٢) قوله : قبل ذلك ، زيادة من ب.
(٣) في الأصل : تسعة.
(٤) زيادة من الغازي (١ / ٦٧٥).