والعقد الذي بالمروة جدّد بعد سقوطه في آخر سنة إحدى وثمانمائة أو في أول التي بعدها ، وعمارته من جهة الملك الظاهر برقوق صاحب مصر (١) ، واسمه مكتوب بسبب هذه العمارة في أعلا العقد ، وفي الصفا أيضا ، وما أظن عقد الصفا بني ، وإنما أظن أنه نوّر وأصلح. ومن تحت عقد المروة إلى أول درجة [الدركة](٢) التي بالمروة داخل العقد : سبعة أذرع ، ومن تحت العقد التي بالمروة إلى الجدار الذي يستدبره مستقبل القبلة : ثمانية عشر ذراعا وثلث ذراع ، كل ذلك بذراع اليد ، واتساع هذا العقد ستة عشر ذراعا بذراع الحديد المصري (٣).
وأما عرض المسعى فحكى العلّامة قطب الدين الحنفي في تاريخه نقلا عن تاريخ الفاكهي (٤) أنه خمسة وثلاثون ذراعا أي : من باب علي إلى ما قابله من جهة سوق الليل. انتهى.
وفي شفاء الغرام (٥) ونصه قال : الميلان الأخضران (٦) اللذان يهرول الساعي بينهما في سعيه بين الصفا والمروة : هما العلمان اللذان أحدهما بركن المسجد الذي فيه المنارة التي يقال لها : منارة باب علي ، والآخر : في جدار باب المسجد الذي يقال له : باب العباس ، والعلمان المقابلان لهذين
__________________
(١) إتحاف الورى (٣ / ٤١٦).
(٢) في الأصل : الركن ، والمثبت من شفاء الغرام (١ / ٥٨٤).
(٣) شفاء الغرام (١ / ٥٨٤).
(٤) أخبار مكة (٢ / ٢٤٣).
(٥) شفاء الغرام (١ / ٥٩٨).
(٦) الميل : هو سارية خضراء بخضرة صباغية وهي التي إلى ركن الصومعة التي على الركن الشرقي من الحرم على قارعة المسيل الى المروة وعن يسار الساعي إليها ، منها يرمل في السعي ـ أي يمشي سريعا ـ (انظر : رحلة ابن جبير ص : ٨١) واليوم استعيض عنها بطلاء عقدين من عقود المسعى باللون الأخضر مع إضافة أنوار كهربائية خضراء عليها.