مكة» (١).
وذكر القليوبي : وأحب مكة ما بين المقام والملتزم.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «دحيت الأرض من مكة ، فمدّها الله من تحتها فسميت أم القرى ، وأول جبل وضع على وجه الأرض : أبو قبيس ، وأول من طاف بالبيت الملائكة قبل أن يخلق الله تعالى آدم بألفي عام ، وما من ملك يبعثه الله تعالى من السماء إلى الأرض في حاجة إلا اغتسل من تحت العرش ، وانقضّ محرما ، فيبدأ بالبيت ، فيطوف أسبوعا ، ثم يصلي خلف المقام ركعتين ، ثم يمضي إلى حاجته التي بعث إليها ، وكل نبي إذا كذبه قومه خرج من بين أظهرهم إلى مكة فيعبد الله فيها حتى يأتيه اليقين ـ أي : الموت ـ وما على الأرض بلدة وفد إليها أكثر النبيين والمرسلين والملائكة وصالح عباد الله الصالحين من أهل السموات والأرض إلا مكة». ذكره الحسن البصري (٢). انتهى من البحر العميق للقرشي.
وذكر القليوبي في تاريخه ونصه : ومن مرض بها يوما حرّم الله جسده ولحمه على النار ، ومن صبر على حرّ مكة ساعة أبعده الله من النار مسيرة خمسمائة عام وقرّبه من الجنة مائتي عام ، والنظر إلى بناء الكعبة عبادة ، ألا وإن أهل مكة أهل الله وجيران بيته ، وما على وجه الأرض واد خير من وادي إبراهيم. ا ه.
ثم ذكر القرشي أيضا عن الحسن البصري في رسالته عن عمرو بن الأحوص قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول في حجة الوداع : «أيّ يوم هذا؟» قالوا : يوم الحج الأكبر. قال : «فإن دماؤكم وأموالكم وأعراضكم
__________________
(١) ذكره الفاكهي في أخبار مكة (٢ / ٢٩٠) ، والحسن البصري في فضائل مكة (١ / ١٨).
(٢) فضائل مكة (١ / ١٩ ـ ٢٠).