بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا ، ألا لا يجني جان على نفسه ، ألا لا يجني جان على ولد ولا مولود على والده ، وإن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذه أبدا ، ولكن ستكون له طاعة فيما تحقرون من أعمالكم فيرضى به». رواه ابن ماجه والترمذي (١) وصححه.
وفي الصحيح (٢) : أن ليس بلدا إلا سيطؤها الدجال إلا مكة والمدينة وبيت المقدس ليس نقب من أنقابها إلا وعليه الملائكة صافّين يحرسونها ، والنّقب ـ بفتح النون وضمّها وسكون القاف ـ : الباب ، وقيل : الطريق.
وعنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إن الشيطان قد يئس من أن يعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم» (٣). رواه الهروي في شرح المشكاة.
وعن ابن عباس رضياللهعنهما قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم فتح مكة : «إن هذا (٤) البلد حرّمه الله يوم خلقت السموات والأرض ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا يعضد شوكه ولا ينفّر صيده ولا يلتقط لقطه إلا لمعرّف ولا يختلى خلاها». قال العباس بن عبد المطلب رضياللهعنه : يا رسول الله إلا الإذخر (٥) فإنه لقينهم ولبيوتهم فقال صلىاللهعليهوسلم : «إلا الإذخر» (٦). متفق عليه.
وقوله : «لقينهم» القين : الحداد والصاغة فإنهم يحرقونه بدل الحطب
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٤ / ٤٦١) ، وابن ماجه (٢ / ١٠١٥).
(٢) أخرجه مسلم (٤ / ٢٢٦٥ ح ٢٩٤٣).
(٣) أخرجه مسلم (٤ / ٢١٦٦ ح ٢٨١٢).
(٤) في الأصل : هذه.
(٥) الإذخر : حشيش طيب الريح أطول من الثّيل ، ينبت على نبتة الكولان (لسان العرب ، مادة : ذخر).
(٦) أخرجه البخاري (٢ / ٦٥١) ، ومسلم (٢ / ٩٨٦).