قال العلامة القسطلاني : وهذا أصح ما يحتج به على فضل مكة. انتهى.
وفي الخفاجي على الشفاء : «والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إليّ ، ولو لا أني أخرجت منها ما خرجت» (١). رواه الترمذي والنسائي وقال : إنه صحيح.
فهو دليل على فضل مكة ، وعن الثاني بأنه ضعيف لا يحتج به ، وقيل : إنه موضوع ، وبأنه وإن كان نصا في التفضيل غير أنه مطلق ، فيحتمل أنه خير من جهة سعة الرزق والمتاجر ، فلم يبق محل للنزاع ، وعن الثالث بأنه مطلق في المدعو به ، فيحمل على زمانه صلىاللهعليهوسلم ولكون معه النصر ، ويعضده خروج الصحابة رضياللهعنهم إلى العراق وغيره وهم أهل الإيمان ، وخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم حق ، فيحمل على زمان يكون الواقع فيه تحقيقا لصدقه ، وكذا الجواب عن السادس والجواب عن السابع أنه يدل على فضل ذلك الموضع لا المدينة ، والله أعلم. انتهى من البحر العميق للقرشي (٢).
وفي الخفاجي وملا علي قاري على الشفاء : وحاصل ما فيهما كما في حاشية توضيح المناسك لشيخنا المشهور من مذهب مالك : أن المدينة أفضل من مكة ، كما رواه أشهب عن الإمام ؛ لحديث أبي هريرة الذي رواه الشيخان (٣) وهو : «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام».
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٥ / ٧٢٢) ، والنسائي (٢ / ٤٧٩).
(٢) البحر العميق (١ / ١٦).
(٣) البخاري (١ / ٣٩٨) ، ومسلم (٢ / ١٠١٣).