وممن دفن بها : ثابت بن الضحاك الصحابي. استشهد في فتنة ابن الزبير ودفن بمقبرة المهاجرين ، وقيل : عمر ، وهو أصح ، وقيل : لبيد بن بعكك. ذكره مصطفى جنابي في تاريخه.
قلت : هذه المقبرة الآن لم تعرف ولم يدفن أحد بها ؛ لبعدها عن مكة.
وأما من دفن في غير هذه المقابر مما وقفت عليه ، فسيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضياللهعنهما. اختلف العلماء في الموضع الذي دفن به سيدنا عبد الله بن عمر ، والأصح من ذلك : أنه دفن بفخ ، ففي القاموس (١) : فخ (٢) ؛ موضع قرب مكة ، دفن فيه عبد الله بن عمر.
وقال ابن الجوزي : هو آخر من مات من الصحابة بها ممن رأى النبي صلىاللهعليهوسلم ، ودفن بفخ ـ بالخاء المعجمة ـ موضع بقرب مكة.
وقال صاحب مختصر معجم البلدان عن السيد ابن هاشم العلوي : فخّ : وادي الزاهر (٣) ، وفيه قبور جماعة من العلويين قتلوا فيه في واقعة كانت لهم مع أصحاب موسى الهادي بن المهدي بن المنصور في ذي القعدة سنة [تسع](٤) وستين ومائة. انتهى.
__________________
(١) القاموس المحيط (ص : ٣٢٨).
(٢) فخّ : واد معروف بمكة واقع في مدخلها بين طريق جدة وبين طريق التنعيم ووادي فاطمة ، ويسمى أيضا : وادي الزاهر ، لكثرة الأشجار والأزهار التي كانت فيه قديما ، وأما اليوم فيعرف باسم : الشهداء (معجم البلدان ٤ / ٢٣٧).
(٣) الزاهر : على نحو ميلين من مكة على طريق التنعيم ، وهو موضع على جانبي الطريق فيه أثر دور وبساتين وأسواق (رحلة ابن بطوطة ص : ١٦٥) وبه الآن مستشفى الملك عبد العزيز ، والتي اشتهرت بمستشفى الزاهر. أما الأستاذ البلادي فيقول : إن الزاهر هذا والمعروف حاليا ليس هو المقصود في ذلك العصر ، وإنما المقصود بالزاهر ما يسمى الآن بجرول ، والذي به في الوقت الحاضر مستشفى الولادة وسوق الخضار بمكة (انظر : معجم معالم الحجاز ٤ / ١٢٧).
(٤) في الأصل : تسعة.